الأحد، 4 سبتمبر 2022

الابداع رفيق للمرض النفسى


الابداع رفيق المرض العقلى

 

لم تكن فكرة الربط بين الإبداع والمرض العقلي من الأفكار الشاذة  سواء في التراث بوجه عام أو في تاريخ علم النفس بشكل خاص وبدت ظاهرة الإبداع بالنسبة للكثيرين لغزًا محيرًا.

وقد تم الربط بين الإبداع والمرض العقلي نظرًا لأن كلٍ منهما يُعد خروجاً عن المألوف وهو يشكل اضطراب عقلى كما أن الابداع أيضا هو خروج  عن المألوف فهو يأخذ شكل اضطراب ولكن فى هذه الحالة تحكمه قواعد وله مسار وأرضية يستند إليها


وربما ساعد على انتشار تلك الآراء ما ذكره المبدعين عن أنفسهم عند وصفهم للحظات إبداعهم بأنها منفصلة عن الواقع  أو ما لوحظ من مظاهر المرض العقلي أو النفسي لدى بعض المشاهير في كافة المجالات. فقد لوحظ  أن سقراط كان يعاني من أعراض المرض العقلي فكانت تنتابه نوبات من الغيبوبة والتخشب والهلوسة، كما أن بسكال عبقري الرياضيات والفلسفة كان يعاني من أعراض الجنون وتحديداً الهلوسة ويذكر الطبيب النفسي رونالد فييف أن مشاهير السياسة أيضًا كانوا يعانون من أمراض نفسية فمثلا 



عانى الرئيس ثيودور روزفلت  من اضطرابات دورية يغلب عليه الهوس بسبب وفاة زوجته   الأولى أثناء وضعها لمولودها ووفاة والدته بعد ساعات من وفاة زوجته الامر الذى ادخله فى حيث حالة من الاكتئاب



ايضا ابراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة كان يعاني من نوبات الهوس وكان يغلب عليه الاكتئاب وهو فى العشرين من عمره أثر وفاة حبيبته ثم عاودته هذه النوبات بعد توليه الرئاسة إذ ظهرت عليه الرغبة في البعد عن الحياة السياسية حتى في الظروف الحاسمة التي كانت تطلب منه التصدى والدخول فى معارك سياسية لصالح شعبه وزادت حدة المرض بعد وفاة أبنه وقد جعل من يوم الخميس يومًا للعزلة والحزن.



أما وينستون تشرشل فكان مصابًا باضطراب دوري أيضًا وعندما كانت تنتابه حالات الهوس كان لا يتوقف عن الكلام والثرثرة وكان مستهترًا بحياته حتى أن " لويد جورج" غريمه السياسي أشار الى وضعه تحت الرقابة خوفًا على مصير بريطانيا العظمى إذ كان يدخل في نشاطات متعددة ومتعارضة بما فيها الكتابة الأدبية والسياسية والبدء في تنفيذ مشاريع ثم لا يهتم بمتابعتها بل كان يتركها لمعاونيه لإنهائها إيجابًا أو سلبًا وقد عاني من الاكتئاب الحاد طوال حياته وعندما بلغ الخامسة والخمسين زاد إحساسه بالاكتئاب


وقد أحال علماء النفس ممارسات الرئيس الأمريكي الثانى والاربعون وليام جيفرسون كلينتون الطائشة الى كونه يعاني من انقسام الشخصية تسببت فى العديد من الممارسات الطائشة حتى بلغت اخطائه الحد الذى هدد حياته الأسرية والسياسية واطاح به خارج البيت الابيض

  

هذا بين الساسة والقادة والزعماء أما عن فرسان الكلمة والأدباء والفنانين فمنهم


فنيتشه  

الفيلسوف الألماني الذى فارق الحياة بعد إصابته بالجنون


وهولدرين

 أمير الشعراء الألماني الذي مكث قرابة اربعون عامًا فى مصحة الأمراض العقلية.


وهمنجواي الامريكى الاصل

الذي خضع للعلاج بالصدمات الكهربائية بسبب الادمان كنتيجة للاكتئاب الذى عانى منه ثم أنهي حياته منتحراً بطلق نارى


ودستويفسكي

الذي استغل حالته المرضية في صناعة بعض شخصيات رواياته إذ كان يضع أبطاله في ظروف مماثلة للظروف التى عاشها وربما فى ظروف أكثر شدة ثم يجعلهم يتفاعلون بصورة مختلفة ويكتب لهم نهايات أفضل



 

وهناك عدد من الشعراء والكتاب العرب المعروفين عانوا من القلق والاكتئاب والاضرابات النفسية منهم

فالكاتب أنيس منصور 

عاني في شبابه من الخجل الشديد ولم يكن اجتماعيًا ولم تكن لديه الشجاعة على المواجهة وقد حاول الانتحار وهو تلميذ فألقى نفسه في النيل ولكن القدر تدخل فى حمايته .

وكذلك الشاعر صلاح عبد الصبور 

كان يعاني من الاكتئاب فيذكر أصدقاؤه إنه كان يحب العزلة وكان دائم الهروب ويرفض المواجهه أو المشاركة فى الحياة الاجتماعية إلا فيما ندر وقد تغييرت حياته بعد الشهرة التي حققها من خلال كتاباته ومسرحياته الشعرية وعمله الصحفي والوظيفة السياسية التي شغلها في أواخر أيامه فقد فرضت عليه تلك الحياة الجديدة التوغل بين طبقات المجتمع .

 

وكذلك الانسة مي زيادة 

والتي اشتهرت بدراستها للأدب وإتقان اللغات الأجنبية والتي جعلت من بيتها صالونًا ثقافيًا مفتوحًا لكل أصحاب الأقلام المعروفين والكتاب في ذلك الوقت فهى تعرضت لصدمات مريرة جعلتها تشعر بالوحدة والحزن والكآبة وقد فضلت العزلة والابتعاد عن الناس تدريجيًا وانتهت حياتها بمصحة للأمراض العقلية بلبنان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السيكودراما

 السيكودراما هى شكل من اشكال العلاج النفسى الذى يستخدم الدراما النفسية أو التمثيل كأداه نفسية للتاثيرعلى المشاعر وتوجيهها وترويضها على اختلا...