مسرحية الخراتيت

أحد مسرحيات يونسكو كتبها وتتكون المسرحية من ثلاث فصول ، حيث سكان بلدة فرنسية محلية صغيرة يتحولون إلي خراتيت ، والشخصية الوحيدة التي لم تتحول او تتأقلم مع ذلك القطيع تكون هي الشخصية المحورية وهو برنجيه

ويمثل برنجيه فيها نموذج الشخصية المحبطة واليأسة حيث انه شخصية عادية وغريبة الاطوار ويعد نمط حياته مختلف عن باقى الشخصيات ولكنه فى النهاية يظهر بأنه هو الوحيد الطبيعي والإنساني بعكس من حوله من البشر .

كان برنجيه في بداية الامر لا يخاف الخراتيت ولا يهتم لخبر تحول بعض من البشر إلي خراتيت لكنه بعد ذلك تدريجيا اصبح يخاف من فقد إنسانيته وعندما قررالتحول اليهم لم يستطع التكيف معهم وتغير شكله و أدرك إنه هوعلي الصواب وإنه هو الوحيد الذي يمتلك إنسانيته علي عكس المحيطين به .

وتحدث الكاتب "يونسكو"  في الخراتيت علي فكرة الشمولية والامتثال وسهولة تخلي البشر عن مبادئهم ومثلهم العليا ، واستخدم يونسكو في الخراتيت فكرة الاغتراب حيث شعور الانسان بالغربة في المجتمع الذي فيه مثل شخصية برنجيه إنه كان يشعر بالاغتراب في المجتمع من حوله وظهور فكرة اغتراب إنسان العصر الحديث في مجتمعه ، وأن جمعيهم يروا أن من شروط الائتمان للمجتمع هي مبادئ معينه يجب اتباعها ولكن علي الرغم من ذلك يظل مغترب ، ويشعر إنه الوحيد الذي فقد إنسانيته ولكن يتضح في نهاية الامر إنه ظل متمسك بإنسانيته رغم تحول من حوله في العمل والحياة والمدينة 

أما اللغة داخل النص فهى مشتتة بين الشخصيات لتدل علي تشتت افكارهم داخل انفسهم ، وفقد قدرتهم على التواصل  وظهر ذلك في مقاطعة بعضهم بعض في الحديث وفكرة تكرار نفس الالفاظ والكلمات عن ظهور الخراتيت والتى تدل علي فكرة القطيع والمسخ 

قام يونسكو بتسميه النص الخراتيت ليوضح فكرة التعميم وانتشار الخراتيت في كل مكان دون أي اختلاف وذلك يؤكد فكرة المسخ بين البشر ، ولقد اختار الخراتيت لان جلدهم سميك لا يشعرون ومن ضمن صفاتهم أيضا الكسل والنوم ، وكانت المفارقة الدرامية الاولي في النص هي بدأ المسرحية بأن برنجيه مغتربا عن الانسانية والمجتمع وانتهاء المسرحية بعد ذلك بانه الوحيد المنتمي للإنسانية ، والمفارقة الثانية هي ظهور كل الشخصيات الأخرى إنهم منتمين للإنسانية والمجتمع وتنتهي بعكس ذلك

استخدم يونسكو المؤثرات الصوتية بشكل جيد حتي يمهد الاحداث ، مثل صوت اقدام الخراتيت في بداية المسرحية حتي يمهد للحدث التالي لظهور الخراتيت في المدينة ، وبعد ذلك جعل صوتهم اعلي من صوت الانسان نفسه ليوضح فكرة اهمية كل شيء في العصر الحديث حتي الحيوانات ماعدا اهمية الانسان وقيمته

لكى لا تختل و لكى تعمل على التأثر مع المشهد و ظهور الحالة المطلوبة وقتها مثل الخوف

اوضح يونسكو فكرة الرأس مالية وذلك يوضح اتباع مدرسة العبث ولكن من وجهة نظره والمنطلق الخاص به وهو المنطلق السياسي لذلك ظهر  فكرة الرأس مالية بين شخصيات المسرحية واهتمامهم بعالم الماديات والعمل فقط وظهر ذلك في شخصية السيد بابيون حيث أهتم بإنجاز العمل فقط ولم يهتم بظهور الخراتيت وما سيترتب علي ذلك في من المدينة من دمار بسبب ذلك الخراتيت

وايضا في شخصية بوتار عندما قال " لوثة عقلية يا سيد دودار لوثة عقلية جماعية كالدين أفيون الشعوب " حيث من خلال قوله يوضح أن يوجد بعض الناس الذين يريدون أن يغيبوا الرأي العام وذلك جاء يوضح بشدة اتجاه يونسكو السياسي في مدرسة العبث .

قد نقد الافكار المطلقة  التي يضعها المجتمع فالانسان اذا اراد ان يكون جيد يجب عليه ان يتبعها و اذا اخلف هذا فهو فاسد .

فهذا ما كانت تفعله الشخصيات المصطنعة و هي عن طريق ان يفرضوا رأى الدولة الذين يظنوا ان هذا الرأي هو رأيهم او يتصنعون ذلك فيفرضوه على من حوله لكى يكونوا صالحين ، فقد تكررت جمله كي تكون انسان صالح  اكثر من مره داخل المسرحية و كانت تقال بيرانجيه فقط لأنه هو الوحيد الذى يرفض هذه الافكار.

 اظهر يونسكو اكثر من مفارقه داخل هذا العمل لكى يوضح مدى خداع هذا العالم و اتباعه لأساليب غير منطقيه ولا يريدها الشخص ذاته بل هو يتبه الاوامر و يفعلها فقك ولكن ومع ظهور او مشكله يرفض الشخص كل هذه المبادي الذى كان ينصحها لغيره و يتحول لطبيعته التي تكون مخالف للمجتمع و يهلك ، او ان يظل متبعها برغم رفضه لها او عدم فهمها و هنا يتحول الى حيوان غير ادمى ليس له مشاعر او افكار بل هو يسير مع القطيع و ينوح فقط.

فكانت اول مفارقه هي ان الناس المصطنعة هي من تحولت للخراتيت لانهم يمثلون الدولة و ينفذوا ما تريده ، ولكن الانسان الوحيد الذى رفض هذه الافكار و خالف آرائهم هو من ظل انسان طبيعي

و المفارقة الاخرى حدثت عندما اكتشف بيرانجيه ان من كان يدعى الاصلاح و المثالية هو من تحول لخرتيت

والثالثة هي حديث بيرانجيه اقل من جان و هنا يدل على فهم جان اكثر ، ولكن في الحقيقة انه اتضح في النهاية ان بيرانجيه هو الذى يفهم و ظل انسان بعكس جان الذى تحول لحيوان بدون عقل فهو يتبع القبيلة فقط .

لقد استخدم يوجين الخراتيت بسبب بروده جلودهم و سمكه الشديد ؛ لكى يوضح مدى كسلهم و برود اعصابهم و شراستهم

محاوله بيرانجيه للتحول ولكن بدون جدوه تدل على انه حاول الاغتراب عن شخصيته لكى ينتمى للمجتمع، ولكنه فشل فقرر الانتماء الى انسانيته و الاغتراب عن المجتمع و القطيع فأصبح ان في الاغتراب انتماء و في الانتماء اغتراب 

 * لقد سار يوجين على نفس نهج المدرسة و طبق سماتها ولكن بتغيير الاسلوب ، و بإدخال اساليب حديثه تكل فكرته و تخدمها

كانت دراما يوجين سياسيه اكثر من أي شيء اخر فكان ينقض بها المجتمع و احكامه بطريقه وحشيه.

وضعه للبشر في صوره انسان طريقه وحشيه فى ايصال الفكره للمتفرج و تنبيها بالخطر الذى وقع به.

اقرأ ايضاً 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاجزاء الكيفية للتراجيديا

المكونات الكيفية للتراجيديا ربما كان من الغريب التعمق فى جوانب ومكونات التراجيديا الى الحد الذى يجعل المشاهد او الدارس يتمكن من التعمق فى كي...