تاجر البندقيه لـ وليام شكسبير




وِلْيَمْ شكسبير  

‏ شاعر وكاتب مسرحي وممثل إنجليزي بارز في الأدب الإنجليزي خاصة، والأدب العالمي عامة. سُمي بــ"شاعر الوطنية" و"شاعر الفن الملحمي". أعماله الموجودة، تتكون من 39 مسرحية و158 قصيدة قصيرة (سونيته) واثنتين من القصص الشعرية (قصيدتين سرديتين طويلتين) وبعض القصائد الشعرية، وقد تُرجمت مسرحياته وأعماله إلى كل اللغات الحية، وتم تأديتها أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر.

ولد شكسبير وترعرع في ستراتفورد أبون آفون، وارويكشاير ، بدأ حياته المهنية الناجحة في لندن كممثل، وكاتب، وشريك في شركة عروض مسرحية تسمى رجال اللورد تشامبرلين، والتي عُرفت فيما بعد باسم رجال الملك. وفى سن ال49 (حوالي 1613)، تقاعد في ستراتفورد، وتوفي بعد ذلك بثلاث سنوات. وُجِدت سجلات قليلة ومحدودة عن حياة شكسبير الخاصة؛ مما أدى لظهور تكهنات كثيرة حول عدة أمور مثل مظهره الجسدي ، معتقداته الدينية، وما إذا كانت الأعمال المنسوبة إليه مكتوبة من قبل الآخرين أم لا. وكثيراً ما يتم انتقاد مثل هذه الآراء والتكهنات لأنها لم تشير إلى حقيقة أن عدداً قليلاً من السجلات عن حياته ظلت موجودة في تلك الفترة.

قام شكسبير بإنتاج معظم أعماله المعروفة في الفترة بين 1589 و1613. كانت مسرحياته الأولى تركز على الكوميديا والتاريخ، وكانت تُعدّ من أفضل الأعمال التي تم إنتاجها وقرابة عام 1608، اتّجه إلى كتابة التراجيدي، وكان من أعماله : هاملت، عطيل، الملك لير، وماكبيث، وكلها تُعدّ من أفضل الأعمال في الأدب الإنجليزي على الإطلاق. أخر حياته، اتجه إلى الكتابة في الكوميديا التراجيدية (المعروفة أيضًا باسم الرومانسيات) بالتعاون مع كتّاب مسرحيين آخرين.

انجازات شكسبير المسرحية:

تعددت المصادر حول ما خلفه وليم شكسبير من انتاجات مسرحية وشعرية- فبعد وفاتهِ بسبع سنوات قامت مجموعة من شركائةِ واصدقاءهِ في الفرقة المسرحية وبأشراف زميله وصديقه. بن جونسون على نشر طبعة تضم اربعة وثلاثين مسرحية باسم الفوليو عام 1623 وبهذةِ الخطوه انقذت اكثر اعمال شكسبير، علماً ان عدداً من مسرحياته قد ظهرت لها طبعات منفصلة ، والمرجح ان شكسبير لم يشرف على هذه الاصدارات بنفسهِ. ولم تحدد هذه الطبعة - الفوليو- تاريخ كتابة النصوص بيد ان جهودا ًكبيرة تضافرت من قبل الباحثين واصدقاء شكسبير على تحديد تاريخ كتابتها والاعتماد على مصادر كثيرة منها المسرحيات المنشورة آنذاك بشكل منفصل خلال حياة الكاتب وتاريخ النشر. اضافة الى كل ذلك فقد اعتمد الباحثون على الرسائل والمذكرات في ذلك العصر - كما ان اشارات الكاتب سواء على لسان الشخصيات او الهوامش او اسلوب الكتابة او الوقائع التي تناولتها المسرحية ثبتت في بعض الاحيان تاريخ كتابة المسرحية، وقد صنفت المسرحيات الى ثلاثة اقسام وهو اجتهاد قام به بعض الباحثين.

المرحلة الأولى: كتب خلالها المسرحيات التاريخية ,عدا مسرحية (هنري الثامن) وعدداً من المسرحيات الكوميدية اهمها (حلم منتصف ليلة صيف) و(تاجر البندقية).



المرحلة الثانية : وتبدأ في افتتاح مسرح جلوب 1599 والتي افتتحت في مسرحية (يوليوس قيصر) حيث تلتها اعمال مثل مسرحية (الليلة الثانية عشر).ويؤكد الباحثون أن هذه المرحلة هي مرحلة نضج المسرحية الكوميدية والجادة معاً.

المرحلة الثالثة : وهي مرحلة المسرحية الكاملة النضج..حيث كتب خلالها اعماله التراجيدية المهمة جداً,امثال ,عطيل ,الملك لير , ماكبث , انطونيو وكيلوباترا..وغيرهم

وقد بدات هذه المرحلة من عام 1603 التي اعتلى بها جيمس الأول العرش بعد وفاة الملكة اليزابيث وحتى مسرحية العاصفة عام 1612.

اعاد شكسبير صياغة الموروث الاخلاقي للعصور الوسطى بما يتناسب مع معطيات عصره. وحدد فيه الصراع الروحي والمعطيات البيئية التي تحيط بالذات الانسانية بغض النظر عن جنس الشخصية نسائية او رجالية. كما تحمل شخوصه القيم الفكرية والاخلاقية التي كان يصرح بها او يلبسها متعمداً لشخصياتهِ.

اما المعاني الرئيسية التي اضافها شكسبير الى وصف هذا الصراع الروحي فهي حتمية الصراع، واستحالة حالهِ في نهاية الامر، والانتصار الاخلاقي للبطل وسط الكارثة وكان اول ما اتاح هذا الانتصار هو مفهوم المصير المناسب، الذي يختلف اساساً عن الفكرة الكلاسيكية في ان البطل التراجيدي يؤكد مصيره ويقبله على انه شيء له دلالتهِ ومعناه الكامن. فالمصير لا يصبح تراجيدياً الا لكونه مقبولاً. وان التشابه العقلي بين فكرة التراجيديا هذهِ وبين السلوك السائد الذي يستنفر معطيات عصر النهضة عموماً، وحتى لو لم يكن هناك اعتماد مباشر ( فأن هذهِ على الاقل حالة من حالات التوازي في تاريخ الافكار يترتب عليها ان يكون ظهور اول بوادر التراجيديا الحديثة في الوقت نفسه الذي حدث فيه الاصلاح الديني، امراً له دلالتةِ الحقيقية).

كسر شكسبير قاعدة المدرك العام من معطيات دينية واقتصادية واخلاقية وسياسية ..فهو يعقد مناقشة عقلانية للأسباب التي تؤدي بالواقعة الدرامية الى الحصول ورسم مسارها المستقبلي ونتائجهاو اخذ من العصور الوسطى الخيال والواقعية البسيطة والشمول والفكاهة الخالصة , واخذ من عصر النهضة الصورة الفنية الكلاسيكية بما فيها من تحد للنظام وأحساس دقيق به , وبهذا يكون قد جمع خير خصائص العصرين.

كوميديا  شكسبير:

تعتبر كوميديا شكسبير مختلفه عن الكوميديا الحديثه, الاسلوب و الخصائص لكوميدياه ليست مميزه مثل باقى الانواع الاخرى لشكسبير وتحديد هذه الخصائص قد يشكل تحدياً .

قدم شكسبير الكوميديا  من خلال اللغه فقد كانت مسرحياته مليئه بالتلاعب بالألفاظ والاستعارات, وكانت موضوعات الحب هى السائدة فى مسرحياته فى كثير من الاحيان ومحاولات الحبيبان فى التغلب على العقبات التى تواجهما ,كما استخدم شكسبير المؤامرات المعقدة فى مسرحياته للحصول على المزيد من التحولات و الانعطافات فى احدات المسرحيه وعلى الرغم من كونها معقده الا انها تستخدم انماط مماثله على سبيل المثال ذروة المسرحيه دائما ما تكون فى الفصل الثالث من المسرحيه و الفصل الاخير عادة ما يكون فصل احتفالى للعشاق معلنين مشاعرهم لبعضهم البعض.

كوميديا شكسبير اعتبرت الاكثر صعوبه فى تصنيفها لان اسلوبها يتداخل مع الانواع الاخرى ووصفها بعض النقاد بأنها مزيج بين الكوميديا و الكوميديا المأسويه لانها تمتزج بين التداير الكوميديه و المأسويه.

المسرح الاليزابيثى ( عصر النهضة):



حفل تتويج الملكة اليزابيث

الحبكة ( العقدة ) فى المسرح :

الحبكة تعتبر الجزء الرئيسى فى المسرحية, الحبكة هى التنظيم العام لأجزاء المسرحية بعضها ببعض, ومنها الشخصيات, الحوار, الاحداث, والموضوع نفسه, بالاضافة الى المناظر, اى ان الحبكة هى ترتيب اجزاء المسرحية فى شكل مترابط ليعطينا فى النهاية البناء العام للمسرحية, وعلى هذا الاساس فكل مسرحيةةلابد ان يكون بها حبكة حتى ولو كانت تنتمى الى المذهب العبثى, اذاً فالحبكه هى التى تقدم الاطار الرئيسى للفعل, وهى خط تطور القصة, وهى خطة الفعل التى يمكن عن طريقها للشخصيات وغير ذلك من العناصر المكونة للدراما ان تكشف عن نفسها.

والحبكات المسرحية انواع, منها التى تبنى بناء محكماً, ومنها المفكك والبسيط, ومنها المعقد.

اذا الحبكه هى تتابع الاحداث الحدث تلو الخر بحتمية درامية, بحيث تخلق فى وجدان المشاهد شعوراً بأن الاحداث تتبع فى طبيعتها ما سبقها من احداث, وتؤدى الى ما يليها من احداث ايضاً على اساس التسلسل المنطقى, ويجب ان تكون الاحداث ملتزمة بضرورة وجودها فى المسرحية, بحيث اذا تم حذف حادثة معينة او تغير مكانها تصاب المسريحة بخللها فى بنائها, وكل حبكة تشمل على بداية ووسط ونهاية من ناحية البناء الارسطى التقليدى, اى لها حيز معينن. والبداية هى الشئ الذى من الضرورة لا يسبقه شئ, ويتحتم ان يلحقه شئ, والنهاية هى العكس تماماً من البداية, فهى تدل على ان شيئاً قد سبقها, ولكنها فى نفس الوقت لا يمكن ان يتلوها شئ اخر. اما الوسط فما بين الاثنين, البداية والنهاية , وعلى هذا فهو جزء الذى يسبقه شئ ويتلوه شئ فى نفس الوقت.

The Merchant of Venice

 

- ملخص عن المسرحية:

تاجر البندقية: هي إحدى أشهر مسرحيات الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين بسبب شخصية تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال، لكنه يحتاج للمال من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيراً لأن بسانيو أراد التزوج من امرأة. وفي المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن الحب والثروة والعزلة والرغبة في الانتقام.

أنتجت هذه المسرحية مرات كثيرة، وكان آخر إنتاج لها فيلم تاجر البندقية من بطولة آل باتشينو.




تجري وقائع هذه الرواية في مدينة فينيسا "البندقية" في إيطاليا , وتارة في قصر بورشيا بمدينة بلمونت. أو في المحكمة حيث يلتقي "شايلوك" اليهودي بأنطونيو ليأخذ منه رطلا من لحمه بسبب عدم سداد الدين في الوقت المتفق عليه.

وتتداخل فى المسرحية العديد من الحبكات الثانويه مع الحبكه الرئيسيه مساهمه فى الوصول الى حل لأنقاذ حياة انطونيو من التاجر اليهودى.

 تاجر البندقية هو ( أنطونيو ), وكان تاجرا كبيرا  وأخلاقه حميدة ويتسم بالوفاء والجود ، وكان يقرض الناس المحتاجة بدون فوائد , وهذا ضمن ما كان يقوم به من تضامن محمود مع الآخرين يفك به حاجة المكروبين والفقراء . وكان له جار يهودي جشع على عكس أخلاقه تماما ، كان يقرض الناس بالفائدة ويستغل ضائقة الآخرين لجمع المال منهم، والإثنين كانا دائما الخلاف بسبب الفوارق الأخلاقية بينهما ، وكانت النصرة دائما لأنطونيو لأعماله الجليلة وحب الناس له . وفي يوم جاء صديق عزيز لأنطونيو ذكر له أنه يحب بنت غنية , ويريد أن يتزوجها , ولكن ليس لديه المال الكافي لاتمام هذه الزيجة ، وطلب من أنطونيو أن يقرضه هذا المال . ولكن أنطونيو في ذلك الوقت كان قد وضع كل ماله في بضائع سوف تصل بالسفن بعد فترة ، وهو يريد مساعدة صديقه بأى شكل لما يتسم به من اخلاقيات سمحة تدعو لدعم الأصدقاء والوفاء بالعهود . و قرر اللجوء إلى جاره اليهودي حتى يقترض منه المبلغ ولو بفوائد ، ويعطيه لصديقه ولما عرض الأمر على اليهودي ، وافق على الفور , ووجدها فرصة سانحة حتى ينتقم من أنطونيو ويذله ، فوضع شرط للنيل من أنطونيو. فأعطى اليهودي المبلغ لأنطونيو , وكتب  ، وكان الشرط فيه هو أنه لو تأخر أنطونيو عن موعد السداد للدين يقوم اليهودي بقطع رطل لحم من جسد أنطونيو . ولم يهتم أنطونيو بهذا الشرط فى البداية لأنه كان على ثقة تامة من وصول تجارته قبل الموعد المحدد ، وأنه يستطيع أن يرد له الدين . ولكن حدثت المفاجأة فى النهاية , ولم تصل السفن في موعدها ، وجاء موعد السداد ، ولم يستطع أنطونيو أن يسدد الدين في الموعد المحدد كما كان متفقا . فذهب اليهودي إلى المحكمة لكي ينفذ شرط العقد كلها ، وأخذ القاضي يتحدث مع اليهودي لكي يقنعه بعدم تنفيذ هذا الشرط الجائر والذى يمثل اغتيالا وقتلا . وخاطبه باسم الإنسانية والأخلاق والأديان لكنها أمور لم تكن ببال اليهودى أو يعيرها اهتماما ، فرفض اليهودي وأصر بقوة على تنفيذ الشروط كلها . وهدد القاضي بأنه إذا لم ينفذ الشرط فإنه يعرض دستور المدينة والدولة للخطر الداهم . ولما سمعت بورشيا بهذا الموضوع جاءت إلى المحكمة ولكنها تنكرت في شكل محامي يدافع عن أنطونيو ، وفى البداية لم تنجح في دفاعها بسبب اصرار اليهودى وتعنته ورغبته فى الانتقام . ولما عرضت المبلغ المطلوب على اليهودي رفضه بشكل قاطع ، فعرضت ضعف المبلغ فرفضه ، وعرضت أضعاف المبلغ لكي يتنازل عن تنفيذ الشرط ولكنه أصر على الرفض . وتعجب القاضي من اليهودي الذي يحب المال كيف لا يرضى بكل هذه الأموال الطائلة وسأله عن سبب الرفض ؟ ولكن رده كان"  هذا  ما يمليه عليه مزاجى " . فقالت بورشيا  بذكاء أقطع منه رطلا من اللحم كما هو متفق عليه ، ولكن ليس من حقك أن تجعل قطره من دمه تسفك  أو تقطع اقل او اكثر من رطل من اللحم او تتسبب في موته ، فذلك لم يكن في الاتفاق . واتهمته بالتخطيط والشروع في قتل أنطونيو بطرق مباشرة وغير مباشرة ، وهذا عقوبته السجن , ومصادرة جميع أملاكه وفقا لقوانين الدولة . وفعلا ثبتت التهمة قانونيا علي اليهودى ، فاضطر أن يتنازل عن نصف ثروته لأنطونيو لكي يهرب من السجن ويذهب النصف الاخر من ثروته الى ابنته - التى هربت للزواج من رجل كان شيلوك يرفض تزويجها له - وزوجها  بنصف ثروته . وبعد ذلك وصلت السفن بأمان إلى مدينة فينيسا ( البندقية ) بإيطاليا موطن الرواية , واستطاع أنطونيو النجاة بحياته , والفوز بنصف ثرورة اليهودى بجانب أرباح تجارته , وأيضا اسعاد صديقه بمساعدته على الزواج ممن يحب حتى لو كانت عروسا غنية لكن ذكاءها ووفاءها بمعروف أنطونيو كانا سببا لهذه النهاية السعيدة.

 

تتطور الحبكة الثانوية الاولى على مدار المسرحي:

ظهرت تمهيدات الحبكة الثانوية الاولى عندما بدأ باسانيو فى حديثه عن القرض السابق له لأنطونيو فكان هذا تمهيد لطلبه  قرض اخر حتى يقدر على التقدم لخطبة بورشيا, باسانيو : " تعرف انطونيو كم جار على ثروتى الاسراف وكموحى فى مظهر عز اكبر مما يتحمل مالى المحدود لكنى لا اشكو الان لزوال حياة البذخ الرعناء بل همى الاول ان اوفى ذاك الدين الباهظ دون عناء اذ ثقل على وانقض ظهرى واليك ادين بمعظه مالا ووداداً ولقد شجعنى حبك لى ان اكشف عن خططى لسداد ديونى جمعاء ! .

 وصف باسانيو لبورشيا كان بداية الحبكة الثانوية الاولى ووصفها كونها " وارثة غنية! جميلة .. لكن شمائلها تفوق جمالها!" ," اذ تدفع الرياح من اكان ارضنا ومن سواحل المحيطات البعيدة كل يوم من يريدها حليلة من اهل المجد والثراء! ياليت لى مالاً يمكننى ان انزل المضمار وسط هؤلاء" اذاً فكان ذهاب باسانيو بعد طلبه للمال من اجل المنافسه على طلب بورشيا كان بداية الحبكة الثانوية الاولى, تتال الحداث حتى مشهد بين بورشيا و نيرسا يوضح ان والدها امر قبل ان يموت بأن يخدع كل من يريد الزواج ببورشيا لقرعه تتكون من ثلاث صناديق احدها من الذهب و الاخر من الفضه و الاخر من الرصاص المصمت وان على من يريد الزوج بها ان يقسم اذالافشل فى اخطار الصندوق الصائب الذى يحمل صورتها حرم من الزواج منها ومن اى واحده اخرى ما حيا وظهر هذا فى المشهد المشهد الثانى من لفصل الاول فى حوار دار بين نيرسا و بروشايا تلى ذلك قدوم امير النغرب طالباً لخطبة بورشيا ولكنه فشل فى اختيار الصندوق الصائب وكذلك امير الارجون , وصلت المحبكة الى ذروتها عند قدوم باسانيو لخطبة بورشيا و خدوعه للقرعة وبعد اختيار باسانيو للصندوق الذى يحتوى على صورة بورشيا تهبط الحبكة ويليها تداخل بين الحبكة الاثانوية الاولى و الحبكة الرئيسية وتنتهى المسرحية برجوع بورشيا و باسانيو الى القصر بعد مشهد المحكمه .

شخصيات الحبكة الرئيسية و الحبكة الثانوية الاولى :

الحبكة الرئيسية الاولى شخصياتها هم ( انطونيو و شيلوك )- انطونيو هو تاجر البندقيه شديد الثراء من فئة النظام الطبقى كان يمثل الطبقة الاقتصادية فى المدينة وكان صديق باسانيو المقرب وهو الذى لجأ اليه باسانيو حتى يستدين منه للزواج من بورشيا , شيلوك تاجر اخر فى البندقية يهودى تجمعه علاقة حقد و عداء مع انطونيو حيث انه كان عندما يستدين منه الناس المال كان يأخذها منهم بأكثر من المبلغ الاساسى فكان انطونيو يحتقره لذالك السبب  والحبكة الثانوية الاولى شخصياتها هم ( بورشيا و باسانيو), يعتبر باسانيو و بورشيا هم المحركين الاساسين للحبكة الرئيسية حيث ان باسانيو هو سبب المشكلة فهو من طلب قرض من انطونيو بعد ان خسر جميع امواله حتى يستطيع الزواج من بورشيا فيصبح مالها له  ولكن سفن انطونيو وكل تجارته فى البحار مما ادى الى طلب باسانيو قرض المال من شيلوك وهو يهودى قاسى القلب يعمل بالربا مما جعل انطونيو يكرهه ويحتقره وان هذا الشعور متبادل بينهما واستغل شيلوك حاجة انطونيو للمال من اجل صديقه باسانيو لذل انطونيو وظهر هذا فى احدى احاديثه الجانبيه فقال لنفسه فى مشهد العقد "يا ليت الفرصه تسنح لى, فأفاجئه فى لحظة ضعف, كى اطعم ذلك الحقد الراسخ منه فأتخمه!..... فلتنزل بعشيرتى اللعنه ان سامحته!", اذا فباسانيو هو المتسبب فى تلك المشكله التى وقع فيها انطونيو ولكن كما كان هو المشكلة كان هو حلقة الوصل بين انطونيو و بورشيا وكانت بورشيا هى الحل لتلك المشكلة حيث انها هى من ساعدت انطونيو و استطاعت التغلب على مكيدة شيلوك بذكائها الشديد و استخدامها لمهارتها اللغويه القويه.

 

علاقة الحبكة الثانوية الاولى بالحبكة الرئيسية:

بداية الحبكة الثانوية الاولى كانت عبارة عن تمهيد وشرح لموضوع الحبكة الاساسى وهو محاولة باسانيو للزواج من بورشيا ففى البداية طلب باسانيو قرض من انطونيو حتى يقدر على شراء هدايا لبورشيا حتى يستطيع الزواج منها, فى بداية الفصل الاول ذكرت بعض السمات و التفاصيل عن بورشيا تمهيداً لظهورها فى المشهد الثانى فى الفصل الاول فذكرها على انها " وارثة غنية جميلة لكن شمائلها تفوق جمالها" وفى الفصل الثانى ظهرت ملامح لشخصية بورشيا كما ظهرت بدايات الذروة التى ستواجه باسانيو فى زواجه من بورشيا وكانت تلك المشكلة تتمثل فى القرعة ( الصناديق الثلاثة ) التى اوصى والد بورشيا ان تتزوج من خلالها قبل موته فعليها ان تتزوج من يختار الصندوق الصحيح الذى يحتوى على صورة لها حتى ولو كانت لا تحبه فهى ليس لها حرية الاختيار فى قبول من تحل او رفض من لا تحب (بورشيا):"لكن ما جدوى هذا المنطق, وانا لا اقدر ان اختار شريك حياتى!", فى الفصل الثانى دار مشهد بين بورشيا و نيرسا يشرح تفاصيل القرعة التى اوصى والد بورشيا بها وشرحت نيرسا ذلك من خلاال حديثها "كان ابوك من الاخيار وللأخيار قبيل الموت الهام حقة! ولذا تجدين الحكمة كل الحكمة فى شرطه: لابد لزوج المستقبل ان يختار الصندوق الصائب من بين ثلاثة: الاول من ذهب خالص والثانى صب من الفضة اما الثالث فهو رصاص مصمت! وال رأى الصائب فى هذه القرعه يعنى الحب الصائب!" وختم المشهد بحضور احد الخطاب لطلب بورشيا, تلى هذا المشهد مشهد العقد الذى يعقد فيه انطونيو و شيلوك  بنود االقرض وتضمن هذا العقد ان المبلغ المطلو من شيلوك ثلاثة الاف لمدة ثلاثة اشهر من تاريخ كتابة العقد ولكن بسبب كره شيلوك وحقده على انطونيو قرر ان يدبر له مكيده ولكن بطريقة غير مباشرة فأقترح ان يوضع بند فى العقد ان اذا تأخر انطونيو فى سداد المبلغ المذكور يأخذ شيلوك بدلاً عنه رطلا من اللحم من اى مكان يريده وكتب شيلوك هذا البند على انه مزحه او نكته كما كان يدعى ولكنها لم تكن مزحه فكان هذا فخ كان يدبره لأنطونيو ففى هذا الفصل ذكر شيلوك كم ان انطونيو اهانه و سبه لأنه لم يكن متيقناً مما اذا كان سيستطيع ان ينتقم ام لا ورغم شك باسانيو فى هذا البند الذى طلب شيلوك وضعه مستخدما مهارته اللغويه القوية جدا فى عدم لفت انتباه انطونيو للهدف الرئيسى الذى يكمن خلف هذا البند الغادر ولكن انطونيو وافق على البند المذكور, تلى هذا المشهد مشهد لأحد خطاب بورشيا (امير المغرب) وهو يقدم نفسه طالباً لخطبة بورشيا, وظهر من خلال حديث بورشيا مع امير المغرب فى هذا المشهد رفضها له ولكن وصيت والدها تمنعها من رفضه " لا مهرب من اعطائك فرصة, لك ان تتفادى القرعة, او تقسم قبل القرعة, انك ان اخفقت فلن تتزوج ما عشت!, ففكر فى الامر ملياً" ظهر من خلال حديث بورشيا شروط وتفاصيل الوصيه التى اوصى بها والد بورشيا وهى ان من يريد الزواج بأبنته عليه الاختيار من بين الصناديق الثلاثه وان من يقرر الذهاب لخطبتها يجب عليه ان يقسم قسم قبل الاقتراع وهو ان اذا اختار الخاطب الصندوق الخاطئ ولم يستطع الزواج من بورشيا لن يتزوج ابداًـ

وتتالت الاحداث حتى اخذ باسانيو القرض من شيلوك بضمان انطونيو وذهب باسانيو لبورشيا للتقدم لخطبتها فى الفصل الثالث المشهد الثانى وقد حضر لكى يقسم القسم و يختار بين الصناديق هنا بدأ تصاعد الحبكة الثانوية الاولى, ولأن بورشيا كانت تحب باسانيو ولكن ليس لديها المقدره على الموافقه عليه فقررت ان تستخدم طرق غير مباشرة محاولةً منها للتأثير على قراره مستخدمة مهارتها اللغوية القوية " ارجوك تمهل بعض الشئ.. امكث يوماً او يومين قبل القرعة! اذ انك لو اخطأت.. فسأحرم منك.. واذن لا تتعجل!.......... فأنا اتمنى لو عشت هنا شهراً او شهرين قبل القرعة! اتمنى لو علمتك سر القرهة حتى تختار الصائب لكنى احنث إذ ذاك بقسمى ومحال ان احنث بالقسم! اما إن اخطأت فسوف اود لو انى كنت حنثت!, ومع احاديث بورشيا المطوله ومحاولتها لتأخيره عن الاختيار حتى لا يختار الصندوق الخاطئ تتئزم الحبكة وتتصاعد فباسانيو يرد الاختيار ولكنه خائف من ان يختار الصندوق الخاطئ " ابغى ان اختار الان, فأنا مشدود فى الة تعذيب......... يخوننى كى البغيض فى اننى قد لا انال من اهوى", ثم تبداء بورشيا فى استخدام طريقة اخرى للتأثير على باسانيو فأيستخدمت اللغه المنطوقه الايقاعيه حيث انها ذات طابع مؤثر على المستمع ,بروشيا " هذه هيه! لسوف تلقانى.. فى واحد منها, ان كنت تهوانى.. فسوف تعرفه!, ابتعدوا كلكم.. ولتعزف الالحان اثناء اختياره - فى مشهد الاختيار تصل الحبكة الى ذروتها فاذا اختار باسانيو الصندوق الخاطئ حرم من بورشيا ومن الزواج للأبد كما ان عدم زواجه من بورشيا قد يتسبب فى مشكلة لأنطونيو الذىى ساعده على اقتراض مبلغ من المال من شيلوك عدوه حتى يستطيع الزواج من بورشيا ورد دينه القديم و الجديد وايضاً زواجه من بورشيا و تسديده للمال سينجى انطونيو من اختار ذاك العقد الذى عقده مع شيلوك – ومع الغناء الذى امرت بورشيا بأتن يعزف فى الخلفية و باسانيو يقوم بأختيار الصندوق يتأثر باسانيو بهذه الموسيقى التى بها بعض الكلمات الداله او المساعده حتى يختار الصندوق الصائب , المغنى " العين مولده فبنظره يروى لكنه يذوى ويضيع فى لحظة انعوه يا صحبى وسأبتدى الاتراح وشاركونى الدمع حزناً على ما راح , باسانيو متأثرا بالغناء "...... هو – ان شئت الايجاز- حق زائف.. يوقع ى الشرك الحكماء ولهذا لن اختارك يا ذهب الفتنة,يا من صرت غداء صلباً فى فم ميداس ولهذا ايضاً لن اختارك يا فضة يا من تتداول عملات شاحبة بين الناس! لكنى اختارك انت رصاص الفقر يا من تتهدد لكن لا تعد النصر اسلوبك سهل ويهز النفس  اكثر من حذق البلغاء! الا اخترت خيارى وليكن السعد نصيبى, ومع انتهاء لحظة الاختيار و اختيار باسانيو للصندوق الصحيح و فوزه بالزواج من بورشيا حدث هبوط للذروة ومن الملحوظ ايضاً ان باسانيو لم يقرأ الكتبات التى كانت مكتوبة على كل صندوق  وكان هذا بسبب تأثره بالغناء القائم فى الخلفيه ولأنه يعرف والد بورشيا ولديه عتلم بطرقة تفطيره كما ان باسانيو ليده نفس الثقافه الخاصه ببورشيا و والدها فلم يكن من الصعب على ان يرى اللغز الموضوع فى الصناديق عكس كلاً من الخطاب الخرين ( امير المغرب – امير الاراجون ) الذىن اتسموا ببعض الصفات التى اثرت على اختيارهم منها الانخداع بالمظهر و الغرور الذى ادى بهما لأختيار الصندوق الخاطئ كما انهم كانوا ذو ثقافة مختلفة ولم يكن لهم علم او معرفة بوالد بورشيا او طريقة تفكيره حتى ىيكون فكره مساعد لهم فى الاختيار.

( ربط بين الحبكة الثانوية الاولى و الحبكة الرئيسية ) انتهى المشهد الثانى من الفصل الثالث بوصول رسالة الى باسانيو من انطونيو يخبره فيها ان جميع سفنه قد غرقت مما يعنى انه لن يستيطع سداد الدين لشيلوك مما يقودنا الى ذروة الحبكة الرئيسية وهى ان شيلوك عقد عقد ان اذ لم يستطع ان يسد دينه سوف يقتطع شيلوك رطلاً من لحمه, فتوجب على باسانيو ترك عروسه الجديده والتوجه من بلمونت الى البندقيه ومعه المال الذى اخده من بورشيا بعد ان تزوجها فمالها الصبح ماله ولكن قبل ان يرحل جعلته يعدها بعدم خلع الخاتم الذى اعطته اياه.

فى المشهد الرابع من الفصل الثالث يبداء ظهور لتدخل بورشيا فى مشكلة انطونيو ( فبعثت بمكتوب الى الدكتور بلاريو – ابن عمها – طلباً للمساعدة فى قضية انطونيو, كما طلبت منه ثياباً وصائف )مما يعنى تداخل الحبكتين مع بعضهم البعض, فقد قررت بورشيا ان تتنكر فى شكل رجل والذهاب الى البندقية " هيا يا نيرسا هيا, عندى عمل لم اخبرك به بعد اذ سوف نشاهد زوجينا من قبل ان يتوقعا!....... حقاً يا نيرسا لكن فى ملبس رجلين حتى ليظنا ان لنا ما ليس  بنا! واراهنك بأى رهان أنا حين نغير من هيئتنا فسأبدو رجلاً اوسم منك."

وبعدها ننتقل الى مشهد المحكمه وهو المشهد الذى سيحدد مصير انطونيو وهنا تصل الحبكة الرئيسية الى ذروتها وهنا وقبل النطق بالحكم على انطونيو تظهر بورشيا فى هيئة شاب ( بلتزار ) وقد اتى من قبل ( بلاريو ) ابن عم بورشيا والذى ارسلت لأستشارته فى قضية انطونيو, استخدمت بورشيا طريقة عكسية للأيقاع بشيلوك ففى البداية اقنعته انها فى صفه وان العالة معه ولكن حاولة اقناعه بأن يرحم ورغم كل محاولتها لأكثر من مره لأقناعه بأن يرحم انطونيو ولكنه كان يرفض و يتشبس بطلبه للعدالة و تحقيق البند الموجود  فى العقد فكان متمسك به لأنه لغة مكتوبه موثقه تعطيه الحق فى اقواله وتعطيه الحق فى تنفيذ شرطه, وبعد ان حاولت بورشيا اكثر من مره منها مره عرضت عليه ان يقبل عرض باسانيو وهو ثلاثة امثال المبلغ " لكن موعد السداد فات! يقضى القانون اذن بتقاضى هذا العبرانى رطلاً من لحم التاجر يقٌطع مما حول القلب... لم لا تبدى الرحمة؟ قد عرض ثلاثة امثال المبلغ, اقبل واطلب منى تمزيق العقد!" وبعد رفضه لأخر محاولتها غيرت بورشيا اسلوبها من المحازاه لشيلوك الى الهجوم والانحياز لصف انطونيو بأستخدام القانون وتصل الحبكة الرئيسية الى ذروتها مع اصدار الحكم لصالح شيلوك وجملة بورشيا " هيا جهز نفسك ", وتبداء فى الهبوط فيما يلى من حديث بورشيا " اصبر لحظة فهنالك امر اخر.. إذ وفقاً لنصوص العقد.. لن تسفك مه قطرة دم.. اما الالفاظ فواضحة .. (( رطل من لحم )) .. هيا نفذ شرط العقد إذن واقطع منه رطل اللحم!, لكن ان سٌفكت منه قطرة دم .. وهو مسيحى .. فلسوف تصادر املاكك .. ولسوف تضم اراضيك ومنقولاتك للدولة .. وفقاً للقانون" , " مادمت تطالب بالدل فلسوف تنال من العدل قسطاً اكبر مما ينبغى .. " ولكن عندما يرى العبرانى شيلوك انه من سيخسر قرر الانسحاب و الاكتفاء بالمبلغ الاساسى ( ثلاثة الاف ) كما تحكم عليه المحكمه بأن نصف ممتلكاته لأنطونيو النصف الاخر لزوج ابنته, كما حكم عليه انطونيو بأن يتنصر شكراً على عفو المحكمه له على انه تعمد قتل انطونيو بطرق مباشرة وغير مباشرة.

طرفى الحبكة الثانوية الاولى و دور كلاً منهما:

باسانيو:

 هو صديق أنطونيو الذي اقترض المال من شيلوك لباسانيو ، فكان باسانيو بحاجة إلى المال ليتقدم به إلى خطبة الفتاة الوارثة الجميلة بورشيا، فكل محنة لقيها أنطونيو كانت من أجل باسانيو فكان هو المحرك الاساى للحبكة الرئيسية والسبب فى الخطر الذى حل على حياة انطونيو . وكان كل شيء في المسرحية ينبئ بأن باسانيو هو المقدور أن يكون زوجًا لبورشيا الجميلة على الرغم من كثرة الخطاب ، فجاء اقتراع الصناديق من نصيبه مؤيدًا لاختيار بورشيا فهو فتى سري النفس نظيف السلوك. ما كاد يعلم — وهو في مباهج العرس بزواجه من بورشيا — بأزمة أنطونيو وإلحاح اليهودي عليه بتنفيذ الشرط في اقتطاع رطل اللحم من جسمه، حتى ترك زوجته في ليلة عرسها وذهب إلى مكان المحاكمة لعله يفتديه أو يسعفه بالمال الكثير الذي أمدته به بورشيا لو أمعن اليهودي شيلوك وغالى في المطالبة بمال بدلًا من رطل اللحم.

فى الحبكة الرئيسية وكما كان هو السبب فى المشكله, كان هو حلقة الوصل بين انطونيو و الحل لمشكلته وحل مشكلة انطونيو تكمن فى ( بورشيا ) فأرادته للزواج من بورشيا تسببت فى وقوع انطونيو فى دين مع شيلوك الذى يكرهه و قد اقسم على الانتقام منه , ولكن دون زواجه من بورشيا لم تكن بورشيا لتدخل فى مشكلته و حلها .

سمات الشخصية : كان باسانيو من طبقة النبلاء و الاعيان غلبته حياة البذخ الرعناء وافقدته كل ماله فهو لا يعمل ولكنه ايضاً لا يقدر على الاستغناء على تلك الحياة التى اعتادها , كان يعتبر باسانيو شخصية مخاطرة  وظهر هذا فى مشهده مع انطونيو فى المشهد الاول من الفصل الاول فكان يقول باسانيو : " فى ايام دراستى كنت اذا اطلقت السهم فطاش اطلقت السهم الاخر فى اثره وبنفس اقوه ولنفس الوجهة ورصدت مسير الثانى بعناية كى اعرف موضعه واعود به ! اى ان مخاطرتى بالسهمين عادت بالسهمين سليمين! ....... انى احمل لك ديناً ضاع .. مثل السهم الاول! فاذا اطلقت السهم الاخر ورصدت انا سيره كان حرياً ان يأتى معه بالسهم الاول .. او ان يرجع لك وحده واطل انا ممتناً احمل عبء الدين الاول! " ,كما كان ذو مهارة لغوية جيدة تمكنه من الوصول الى ما يريد دون طلب مباشر  وهذا يظهر فى نفس النص السابق.  


بورشيا:    

هي فتاة ثرية، أراد لها أبوها قبل أن يموت أن تتزوج عن طريق قرعه وهى عبارة عن ثلاثة صناديق : أحدها ذهبي، والثاني فضي، والثالث رصاصي. فلم يكن بأمكانها الاختيار بنفسها، وإنما لما تحكم به القرعة بين الخطاب الكثر الذين تقدموا لخطبتها. وقد كان يشق عليها أن تكون فتاة عاقلة مثلها غير قادرة على قبول من تحب، أو رفض من لا تحب. ولكن كأنما الأقدار السعيدة كانت تهيئ لها السعادة فيما بعد فقد قابلت بورشيا شاب يدعى باسانيو ( وهو رجل من طبقة الاعيان و النبلاء وصديق مقرب لأنطونيو –تاجر البندقية) فى احد المرات حينما كان يزور والدها بصحبة المركيز وقد كانت اعجبت به وهو اعجب بها ولكن لم يكن بمقدورها الاختيار بسبب القرعه ولم يكن باسانيو يقدر على التقدم للمنافسه على خطبة بورشيا.

بورشيا كانت بمثابة عامل اساسى ثان فى تكوين الحبكة الرئيسية فبدونها لما استدان باسانيو من شيلوك بضمان انطونيو, وايضاً هى عامل اساسى و مهم جداً فى  حل تلك المشكلة فهى من انقذته بذكائها و مهارتها اللغوية ووسع حيلتها , فبورشيا تنكرت فى هيئة شاب يعرف بالقانون ورسالتها التى رسلتها الى ابن عمها بلتزار وعلمه بالقانون جعل لديها علم بالقانون واحكامه ومكنتها من استخدام تلك القوانين فى مساعدة انطونيو باستخدم القانون كما كان يحاول شيلزك ان يفعل فكان يحاول تنفيذ خطته بقتل انطونيو بأستخدام القانون والعداله كما يدعى وظهر هذا من خلال جملة بورشيا: " ما دمت تطالب بالعدل, فلسوف تنال من العدل قسطاً اكبر مما ينبغى....

  سمات الشخصيه:  اتسمت بورشيا بأنها ذات مهاره لغوية قويه جدا وذكاء شديد وظهرت هذه المهراه اللغويه فى اكثر من مشهد, مثال: مشهد اختيار باسانيو للصناديق الثلاث, فوظفت بورشيا كلماتها فى التأثير على قرار باسانيو كما انها استخدمت اللغه المنطوقه الايقاعية (الغناء) لأنها مؤثره اكثر من اللغة مكتوبه (مثل اللغه التى استخدمت للكتابه على صناديق القرعه) فهى لغة غير محازيه قد تعتبر مضلله لأنها قد تفسر بأكثر من معنى على حسب ثقافة الشخصيه او طريقة تفكيرها

وقع اختيار الشاب باسانيو على الصندوق الرصاصي الرابح. ولكن باسانيو فقير لا يقوى على منافسة الخطاب الأثرياء، فلجأ إلى صديقه أنطونيو — تاجر البندقية — ليقرضه المال. ولكن أنطونيو — في غمرة من الضيق المالي — لجأ إلى اليهودي شيلوك الجشع الحقود. وما كادت بورسيا تعلم بمحنة أنطونيو حين عجز عن وفاء الدين في أجله، حتى همت لتنقذ أنطونيو من تصميم اليهودي شيلوك على تنفيذ الشرط القاضي باقتطاع رطل لحم من جسده. إن أنطونيو قد أسلف لها يدًا غير مباشرة حين ضمن القرض الذي أخذه باسانيو ليتقدم إلى خطبتها، فكيف تقصر الآن عن معونته في النكبة التي مني بها أمام شيلوك؟ لقد تنكرت في زى محام شاب لتدافع عن أنطونيو وتنقذ حياته من يد اليهودي العنيد الحقود. ولقد كان موقعها في المدافعة أمام دوق البندقية موقعًا اختلط فيه الشعر بالفلسفة. وامتزج فيه الوقار الرصين بالسخرية اللاذعة. وما أروعها وهي تلجأ إلى لغة الشعر لتتحدث عن الرحمة حديثًا تحاول أن تلين به قلب اليهودي الذي قد من صخر! وما أذكاها وهي تحول القانون ضد شيلوك! فإنها اشترطت عليه أن يقطع اللحم من جسم أنطونيو بلا قطرة من دم، وإلا قضى عليه قانون البندقية بمصادرة أمواله وأملاكه، وهنا اضطر شيلوك — مكرهًا — إلى أن يرضى بأن يرد إليه أصل قرضه من غير تنفيذ لشرط اللحم! ولكنه في النهاية خسر قرضه، وخسر ماله كله الذي ذهب إلى ابنته جسيكا وزوجها لورنزو … ولقد بلغ من حكمة بورسيا أن الكاتبة المسز جايمسون قالت: «إن شكسبير هو الفنان الوحيد — بجانب الطبيعة — الذي يستطيع أن يحيل النساء عاقلات حكيمات من غير حاجة إلى أن يجعل منهن رجالًا.»

نقاط التقاء الحبكة الثانوية الاولى بالحبكة الرئيسية:

-         المشهد الاول فى الفصل الاول فكان هذا المشهد هو تمهيد ( او بداية ) لكلاً من الحبكتين الثانوية الاولى و الرئيسية ففيها وضح باسانيو حاجته للمال لخطبة بورشيا ( الحبكة الثانوية الاولى ) و حاجته للمال وذلك القرض الذى استدانه من العبرانى شيلوك ( كان له التأثير على الحبكة الرئيسية ).

-         مشهد اختيار باسانيو للصندوق المشهد الثانى الفصل الثالث كانت لحظة اختيار باسانيو للصندوق تعتبر ذروة الحبكة الثانوية الاولى ومع اختياره للصندوق الصائب تلى هذا هبوط فى الحبكة وبعد اختياره للصندوق مباشرة تداخلت الحبكة الرئيسية وتصاعدت فلقد وصل لباسانيو رسالة من انطونيو يخبره فيها ان كل سفنه قد غرقت مما يعنى انه لن يستطيع رد الدين لشيلوك وهذا يضع حياة انطونيو فى خطر بسبب العقد و الشرط الذى اصر شيلوك على كتابته داخل العقد, فيتخذ باسانيو قرار بالعودة الى البندقية للمحاولة فى اقناع العبرانى بقول اضعاف المبلغ فى مقابل التراجع عن بند العقد, وتتخذ بورشيا بعدها قرار بالمساعدة فتتنكر فى زى شاب على علم بالقانون واحكامه حتى تستطيع التدخل فى تلك القضية.

-         وفى مشهد المحكمة المشهد الاول الفصل الرابع تلتقى الحبكات للمرة الاخيرة حيث ان كلاً من اطارف الحبكتين الرئيسية و الثانوية الاولى متواجدين ( بورشيا و باسانيو ) ( شيلوك و انطونيو ) وهنا تقوم بورشيا بالتدخل بحكمتها و مهارتها اللغويه بحيلة جعلت العبرانى هو من يطلب بالغاء العقد والاكتفاء بالمبلغ الاصلى وفى نهاية هذا المشهد تنتهى الحبكة الرئيسة . 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاجزاء الكيفية للتراجيديا

المكونات الكيفية للتراجيديا ربما كان من الغريب التعمق فى جوانب ومكونات التراجيديا الى الحد الذى يجعل المشاهد او الدارس يتمكن من التعمق فى كي...