ميخائيل رومان

 ميخائيل رومان

ميخائيل رومان كاتب مسرحي مصري، ولد وتوفي في القاهرة، حيث تلقى تعليمه حتى تخرج في كلية العلوم في جامعة القاهرة عام 1947. بدأ حياته العملية مدرساً في المعهد الصناعي العالي في «شبين الكوم». ولأنه كان يتقن اللغة الإنكليزية ترجم الكثير من المسرحيات العالمية عن الإنكليزية لصالح الإذاعة والتلفزيون، كما بدأ بكتابة القصة القصيرة والمقالات الأدبية. لكنه بدءاً من عام 1959 اتجه كلياً نحو التأليف المسرحي، فكتب حتى وفاته المبكرة والمفاجئة سبع عشرة مسرحية، بعضها قدمته مسارح القاهرة، وبعضها الآخر نُشر داخل وخارج مصر، إلا أن القسم الأكبر منها لم يظهر للنور بعد.



إلى جانب كتّاب من مثل نعمان عاشور، ألفرد فرج، لطفي الخولي، فتحي رضوان، يوسف إدريس، سعد الدين وهبة، صلاح عبد الصبور، محمود دياب، علي سالم وشوقي عبد الحكيم، يُعد ميخائيل رومان واحداً من أبرز أعلام الحركة المسرحية التي أعقبت ثورة يوليو في مصر، وأظهرت مزايا الثورة ومثالبها، وتأثيرها في حياة الفرد والمجتمع على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي. إلا أن مسرحيات رومان كانت الأكثر حدّةً وصدامية من حيث معالجتها لظواهر انحراف الثورة عن أهدافها المعلنة وتحولها إلى نظام أجهزة قمعية من أجل حماية السلطة. ونتيجة لذلك تعرضت مسرحياته لحملة تعسفية مستمرة، بحيث لم ينجُ أي منها من المنع المباشر أو من التهجم المسِف فيما سمي بمقالات نقدية في الصحافة اليومية، بغرض الحطّ من قيمتها مضموناً وشكلاً. وعلى الرغم من هذه الظروف المحبِطة لم تخلُ الساحة النقدية من أقلام أنصفته أدبياً وفنياً، فمنحته مكانه اللائق في سياق تطور المسرح المصري، ولاسيما عميد النقد المسرحي العربي محمد مندور الذي وافقه الرأي بأن «كل عمل فني متكامل مستوفي الصدق الذاتي والموضوعي هو بالضرورة عمل ثوري». وعشية حرب حزيران عام 1967 قال رومان في «مجلة المسرح» القاهرية: «أنا لا أطلب إلا مسرحاً شجاعاً مفتوح العينين والقلب، مقبلاً على الحياة كما يراها وكما ينبغي أن تكون».

مسرحه

كان ميخائيل رومان مطلعاً بعمق على المسرح العالمي، قديمه وحديثه. وقد تجلى هذا في مسرحياته المختلفة على شكل ملامح، من دون أن يتأثر بتيار محدد، لا في الموضوعات ولا في الأشكال الفنية. ومن هنا ليس ثمة ما يجمع بين مسرحيات رومان سوى موضوع الحرية بمختلف معانيها وتجلياتها، فردياً واجتماعياً ووطنياً. أما على صعيد الشكل الفني فثمة المسرحيات الواقعية ـ الطبيعية كما في «الدخان» (1962) و«الزجاج أو العرضحالجي» (1968) و«إيزيس حبيبتي» (1971) التي بنى رومان شخصياتها «نابضة بالحياة، وبِسمات خارجية محددة وعمق نفسي مع تطلعات ورؤى وأحلام، ووعـي فكري بالمحيط» حسب رأي الباحث مصطفى عبود. مكان الأحداث في المسرحيات الثلاث هو القاهرة، والزمن هو الستينيات في ظل نظام جمال عبد الناصر. وفي مسرحيتي «الليلة نضحك» (1966) و« ليلة مصرع جيفارا العظيم» (1972) استخدم رومان «تقنية المسرح داخل المسرح» المعروفة منذ القرن السادس عشر في إنكلترا، كي يدمج بين الواقعي والمتخيل، ولكن بأسلوب المسرح الملحمي البريشتي ,ومع شخصية الراوي المعلِّق على الأحداث بماضيها وحاضرها، والكورس (الجوقة) الذي ينوب عن جماهير الشعب، إضافة إلى عنصر كسر الإيهام والتأكيد على المسرحة واللعب. أما في مسرحيتي «الوافد» (1966) و«الخطاب» (1967) فتُلاحظ التعبيرية والتجريدية علـــــى صعيدي المضمون والشكل معاً، وهما من مسرحيات الفصل الواحـــــــــد و« تنتميان إلى الغروتسك grotesque الذي يعتبر النوع المسرحي المفضل لكتّاب المسرح العبثى Absurd  فكلتاهما تمثلان محاكاة تهكمية ساخرة لموضوع مأسوي»، حسب رأي مصطفى عبود أيضاً.

يركز رومان في معظم مسرحياته على شخصية البطل الفرد الذي ينتمي إلى الطبقة البرجوازية الوسطى، ويمثل دائماً شخصية الرجل المثقف الذي يعاني أساليب القهر كافة في ظل أنظمة استبدادية تكاد أن تنجح بوسائلها القمعية في إلغاء هويته الفردية. أما على صعيد التعبير اللغوي فقد لجأ رومان كمعظم كتّاب جيله إلى العامية المصرية بمستوياتها المختلفة، حسب طبيعة ومنطق الشخصية. ويُذكر من مسرحياته الأخرى «28 سبتمبر، الساعة الخامسة» (1970) و«المعار»، و«المأجور»، و«المزاد» و««هوليوود الجديدة» التي نُشرت معاً عام 1986.

موقف النقاد منه

وإذا كان رومان نفسه قد واجه الواقع بحدّة، فإن النقد أيضاً واجه أعماله بحدّة، وقد تمثل ذلك في موقفين متعارضين، فمن الازدراء التام والهجوم المحموم إلى الترحيب الحارّ بحماس مبالغ فيه. ومن أسباب هذا التعارض في الموقف تجاه مسرح رومان، وأن أعمال هذا الكاتب تبدو عنيفة ومتطرفة، وهي لذلك تستفزّ المتلقي ولا تترك أمامه طريقاً وسطاً بل تدفعه إلى اتخاذ موقف متطرف إلى جانب رومان أو ضدّه.

كانت مسرحيات رومان الأكثر حدّةً وصدامية من بين كتابات أبناء جيله، من حيث معالجتها لظواهر انحراف ثورة يوليو عن أهدافها المعلنة وتحولها إلى نظام أجهزة قمعية من أجل حماية السلطة. ونتيجة لذلك تعرضت مسرحياته لحملة تعسفية مستمرة، بحيث لم ينجُ أي منها من المنع المباشر أو من التهجم في الصحافة. وعلى الرغم من هذه الظروف لم تخلُ الساحة النقدية من أقلام أنصفته أدبياً وفنياً، من أبرزها محمد مندور، الذي وافقه الرأي بأن “كل عمل فني متكامل مستوفي الصدق الذاتي والموضوعي هو بالضرورة عمل ثوري”. وعشية حرب يونيو 1967 قال رومان في “مجلة المسرح” القاهرية: “أنا لا أطلب إلا مسرحاً شجاعاً مفتوح العينين والقلب، مقبلاً على الحياة كما يراها وكما ينبغي أن تكون.


مسرحية الدخان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاجزاء الكيفية للتراجيديا

المكونات الكيفية للتراجيديا ربما كان من الغريب التعمق فى جوانب ومكونات التراجيديا الى الحد الذى يجعل المشاهد او الدارس يتمكن من التعمق فى كي...