المسرح فى الهند
غالباً ما يعتبر المسرح الهندى هو الاقدم فى آسيا ، فتذكر
الكتب المقدسة الهندوسية ان الألهه خاضت
معركة ضد الشياطين قبل انشاء العالم ولكن الاله براهما طلب إعادة تمثيل المعركة فيما
بينهم من آجل الترفيه الخاص بهم ، ومرة آخرى هُزمت الشياطين وفى هذه المرة تم
ضربها ودفعها الى أعلى وقد أمر براهما بوضع سقف لحماية المسرح من الشياطين فى
المستقبل ، وفى العديد من الآماكن فى الهند اليوم توضع سارية العلم الى جانب موقع
العروض .
وفقاً للأسطورة ، أمر براهما بدمج الرقص والدراما ومرة
أخرى تم تطوير رقصته ودراماه فى القرن الثامن قبل الميلاد ، ومع ذلك بدأ الرقص فى
السيطرة على المسرح فى وقت مبكر على حساب الدراما الهندية وفى مطلع القرن العشرين
ظهرت القليل من العروض المسرحية ولكن ذلك لم يؤثر فى استمرار الحفلات الراقصة ولم
تبدأ الهند فى إعادة تطوير المسرح الدرامى إلا بعد استقلالها السياسى عام 1947.
وفى القرن الرابع بدأ التدوين من ساسترا وظهرت
الاتفاقيات التدريجية للرقص ، وهى لاتسرد فقط الازياء والمكياج والإيماءات ومواقع
الجسد فقط بل أيضاً أى قطع أرض غير مناسبة وهى أكثر الوثائق اكتمالاً على الاطلاق
والرقص الهندى لايعبرعن مشهد واضح برغم وجود بعض الخصائص
المشتركة للرقص الكاثاكالى مثل مصباح
نحاسى بثلاثة أقدام ، وجود ستارة عبارة عن مستطيل من القماش يقام بين المسرح
ومصباح كبيرعلى مرحلتين .
حيث يقوم الراقصون بأداء مجموعه من الحركات الاولية خلف
الستارة حتى مدخل هام يسمى " التحديق فوق الستارة " وفى هذا الوقت يقوم
شخص ما بتوجيه المصباح عن طريق سحب الستارة للداخل والخارج حتى تكون ألسنة اللهب
عالية بشكل مذهل . تظهر الراقصة التى لاتزال تخفى وجهها ويديها وساقيها عند حدود
الستارة ، وفى اللحظة الحاسمه تقوم الراقصة بسحب الستارة جانباً وعرض مكياجها
الرائع حتى بداية المشهد الدرامى التالى.
والدراما الهندية الكلاسيكية كان لها عناصر من الشعر
والموسيقى والرقص تتفاعل مع صوت الكلمات التى تحمل أهمية أكبر من الفعل لذلك كان
التخطيط أساساً هو إصدار الشعر والسبب فى أن الانتاج الدرامى كان يظهر فى شكل
مشاهد تتبع نظاماً عشوائياً فتبدو عديمة التسلسل بالنسبة للغربيين فالكتّاب المسرحين
فى الهند يقدمون وجبة شهية من التشبية والاستعارة ، بسبب أهمية الخط الشعرى
وكذلك فإن شخصية مهمة هى رواة القصص أو الراوى الذى
لايزال موجوداً فى الدراما الآسيوية ، فمثلاً الدراما السنسكريتيه كان الراوى "
سوترا " هو الذى يشرح المشهد ويفسر مزاج وإحساس الممثلين ، كما كان للراوى
وظيفة أخرى هى تجسيد البانتومايم فى حالات الكوميديا وفى حالات العروض التى تقدم
للنبلاء والآلهه كانوا ينسجون المفردات الآرستقراطية وبناء الجمل التى تستخدمها
الشخصيات الرئيسية .
أما المسرح الهندى الجديد فقد بدأ بعد انجلاء الاستعمار
البريطانى عام 1800 وقد أضيفت له فواصل راقصة وغيرها من السمات الجمالية الهندية ومن
أهم المسارح الهندية مسرح بريثفى والمسرح القومى الهندى ، وقد تميز مسرح بريثفى بتقديم
عروض مستمرة ومتميزة بحركاتها العالية والمرنة والازياء الملونة وهوملك لشركة
سياحية هندية تأسست عام 1943
أما عن المسرح القومى الهندى فقد قدم عروض للمشاهدين فى
جميع انحاء الهند فى المصانع والمزارع وكانت عروضه تتضمن مواضيعها عادة مشاكل
وطنية مثل نقص الغذاء ويتضمن العرض مزيج بين البانتومايم والحوار البسيط وبالتالى
فلا يوجد مشهد فى العموم غير ان الاهتمام بالازياء والادوات جعلهم يخصصون شاحنه
لنقل مستلزمات العرض إضافة الى الممثلين.