ميديا

 

تدور احداث المسرحية فى مدينة كورنثا التى يعيش فيها الزوجان ياسون وميديا مع ولديهما وتنقسم المسرحية الى خمسة فصول ومشهد ختامى.

تبدأ المسرحية بحديث المربية التى تروى قصة لقاء ياسون وميديا فى كولخيس المدينة التى ابحر اليها ياسون بحثا عن الفروة الذهبية ، وتتوقع حدوث كوارث بعد اعلان نيته الزواج من اخرى (ابنة كريون ملك كورنثا) ، كأن تقتل ميديا نفسها او تتسلل الى قصر الملك كريون لتقتل ابنته وخاصة عندما قرر الملك طرد ميديا وطفليها من كورنثا ، فعندما تسمع ميديا الخبر تبدأ فى الصراخ وتصب لعناتها على الجميع وتدخل المربية اليها لتحاول اقناعها بالخروج لسماع كلمات الكورس لعلها تهد أوتترك الانتقام للاله زيوس وتخرج ميديا لتبين ان معشر النساء هن الاكثر تعاسة بين جميع الكائنات وتبين فجيعتها فى زوجها الذى اتضح انه اكثر البشر خسة ، وتطلب من الكورس مساعدتها فى الانتقام من الزوج الخائن ، خاصة انها تعيش وحيدة دون أب أو ام أو اقارب ، ويؤيد الكورس حقها فى الانتقام ولكنه يعلن قدوم الملك كريون ، فقد خشى من انتقام ميديا فجاء ليأمر ميديا بمغادرة كورنثا ومع طفليها خاصة انه يعرف انها ذكية وخبيرة بفنون السحر الاسود ولكن انتقامها لم يخطر على بال احد.

تصور ميديا نفسها ضحية وتطلب من الملك السماح لها بالبقاء مع وعد بالصمت والخضوع وعدم احداث مشاكل .ورغم مهاراتها فى تغليف كلماتها بالخنوع الا انه يشعر انها تدبر امراً فيأمرها بالرحيل فورا فتتوسل اليه ان يسمح لها بالبقاء يوماً واحداً تتدبر فيه امرها وتفكر فيه اين ستعيش وكيف مع ولديها.

ويتصور الملك ان محدودية الوقت قد تمنع ميديا من الانتقام فيوافق على طلبها ، ولكن ميديا تؤكد للكورس ان هذا اليوم كافياً لتترك ورائها ثلاث جثث (ياسون ، كريون ، والعروس ) ، ويدخل ياسون وتنفجر ثورة ميديا تذكره بمافعلت من اجله فقد انقذت حياته بينما كان يواجه الحية المخيفة التى كلفت بحراسة الفروة الذهبية ، وتذكره كيف اقنعت بنات بلياس بقتل والدهن لكى تعيد له شبابه ، وتؤكد انها ماكنت ترفض زواجه الثانى إذا كان طلبا للذرية ولكن لديه طفلان سيهيمان كالشحاذين بصحبة امهما ويؤكد الكورس انه بقدر الحب ستكون الكراهية .

ويدخل ايجيبيوس ابن بانديون ملك اثينا وتلجأ اليه ميديا وتعده مساعدته فى مسألة الانجاب فى مقابل حمايتها بعد الانتقام من ياسون ، وبعدما اطمأنت لوجود مأوى لها قررت ان تنتقم من ياسون بقتل ولديها وارسال هدية مسمومة للعروس تتسبب فى مقتلها فى الحال هى وكل من يحاول انقاذها وبذلك توجه ضربة مزدوجه للزوج . ينصح الكورس ميديا بعدم تنفيذ خطتها لانها سوف تصبح اتعس نساء العالم حيث تؤكد الدراسات الحديثة ان انتقام ميديا كان انتحاراً.

يأتى ياسون بناء على طلب ميديا وتدعى انها فكرت فيما حدث ورأت انها تمادت فى غضبها وانها توافقه الرأى فى ان زواجه الملكى يأتى فى مصلحتها ومصلحة ولديها وينخدع ياسون بكلام ميديا ويمدحها لحكمتها ويحلم بطفليه جالسان على عرش كورنثا الى جوار من سينجبهم من عروسه الملكية وتطلب منه ميديا ان يجعل عروسه تتوسط لها لدى الملك ليستثنى ولديها من قرار النفى حتى يكبرا بجوار والديهما وترسل الطفلين بهدايا الى العروس وتطلب منهما ان يسلما العروس الهدايا فى يدها وبعدها يفقد الكورس الامل فى ان ينجو الطفلان من الموت فسوف ترتدى العروس الرداء المعطر بسم زعاف وتضع التاج المغموس فى العقاقير السحرية فوق رأسها فتهلك هى والطفلان وكل من حولها .

وعندما يأتى الخادم العجوز حاملاً لها انباء يظنها طيبة – فالعروس تلقت الهدايا بنفسها – متصوراً ان والداها سوف ينعمان بالحياة معها تنهمر دموع ميديا وتقر بأنها قد خططت لآمر ما فى لحظة جنون ، وبينما العروس تستعرض جمال الثوب والتاج يتغير لون وجهها وتجحظ مقلتاها ويخرج الزبد الابيض من فمها وتصرخ العروس فالتاج الموضوع على شعرها تخرج من النيران التى تزداد كلما حركت شعرها والثوب الملتصق بجلدها قد أذابه فراح يتساقط كقطع اللحم وعندما جاء كريون القى بنفسه فوق جسدها فذاب معها ولقى نفس مصيرها وتصل الاخبار الى ميديا فتسعد وتدرك ان الوقت قد حان لقتل طفليها ومغادرة البلاد .

يدخل ياسون مهرولاً مهددا بعقاب ميديا ، فيخبره الكورس بأن ميديا قد امتطت عربتها الاسطورية التى اهداها اليها اله الشمس ومعها جثتى ولديها ... ينفجر بركان الغضب داخل نفس ياسون ويعترف بانه حين احضرها الى وطنه فقد احضر شراً مستطيراً ... احضر من لاتتورع عن قتل اعز الناس اليها وهما والدها وشقيقها ومن بعدهم ولديها . وفى النهاية يتوسل ياسون الى ميديا لتعطيه جثتى طفليهما فترفض بشده وتقول انه سوف يموت شر ميته وانها سوف تذبح الاضاحى تكفيرا عن جريمتها .