المدرسة التعبيرية

 المدرسة التعبيرية

التعبيرية هى اصطلاح يدل على حركة فنية واسعة لا تقتصر على الادب وحده , تشمل الموسيقى والرسم والرقص و المسرح , و التعبيرية تشير الى جو عام مشترك, فالادباء انفسهم لم يضعوه بل وضعه نقاد الفن والؤسم الجديد لتمييزه عن الرسم التأثيرى او الانطباع الشائع فى ذلك الحين, ومن ثم تلقفه الشعراء و الفنانون الساخطون ووجدوا انه ينطبق على نزعتهم الجديده , نزعة التعبير عن الانسانية الجديدة التى وضعوها فى مركز فهمهم للفن , ومن رواد التعبيرية كاندفسكى و كوكوشكا , وباول كليه, وفرانز مارك و جماعتى الجسر و الفارس الازرق , وشونبرج فى الموسيقى , وتراكل وهايم و بن شتاردلر فى الشعر و كافكا و دوبلن وموزيل وفرانز فيرفل فى مؤاحل تطورهم الاولى على الاقل فى القصة و الرواية وجورج كايزر وهازنكليفر وارنست تولر و شيترنهايم ورينهارد جيرنج فى المسرح.

جاءت التعبيرية احتجاجاً على مدرستين وهما : الطبيعة التى تحاول نسخ الواقع وتزعم انها تصور الحياة تصويراً دقيقاً يلائم الواقع , والرمزية او التأثيرية التى راحت تتعبد الجمال الخالص و الشكل الكامل وتميل بالضرورة للغموض والاسرار التى ترتفع بأصحابها الى معارج التصوف , وتمجد القيم الفنية الارستقراطية المتعالية التى نحلق بها فى اجواء بعيدة عن قسوة الواقع وظلم السياسة وتخلف المجتمع

والتعبيرية أسم أطلقه النقاد الألمان ، نشأ نتيجة إحتجاج النقاد في محاولة الرومانسية والواقعية أبعاد العناصر التي لا تدخل ضمنها . و هذا المذهب كما يوحي أسمه محاولة لإكتشاف تقنية وطريقه للتعبير عما يعتقد الكاتب المسرحي بأنه يشكل الحقيقة الباطنة في مسرحية ، وهو طريقة أوفى ،وأكثر تأثيراً من بقية طرق المذاهب المسرحية .فهو من جهة يشكل إحتجاجاً لما في الرومانسية من عاطفية ، ومن جهة أخرى يشكل إحتجاجاً على إتجاة الواقعية علي الإكتفاء بالتصوير الدقيق للمواقف الظاهرية في الحياة واللهجات والوسط الاجتماعي والأخلاق والعواطف والأفكار عند طبقة من طبقات المجتمع

ازدهرت فى المانيا فى الفترة بين 1910 – 1925 ولكن الاساليب التعبيرية التى نادى بها التعبيريون قد استمرت سنين طويلة فى مجال المسرح بعد انحسار الموجة الاولى للتعبيرية وامتد تأثيرها خارج المانيا 

كما يتضح من لفظ تعبيرية انه مذهب يرفض مبدأ المحاكاة الارسطية ويحل محلها مبدأ التعبير عن مشاعر الفنان فى تناقضاتها وصراعاتها ويتخذ من هذه الرؤى الذاتية والحالات النفسية موضوعاً مشروعاً للأبداع الفنى . لقد تميز هذا المذهب من اى مذهب فنى اخر سبقه بالذاتية المفرطة كما اشار الناقد جييرالد ويلز حيث نجد الفنان التعبيرى كما يقول برناردس مايرز فى كتاب التعبيريين الالمان يلجأ الى تشوية الواقع عن طريق التبسيط و المبالغة والتفتيت وخلط الواقع دائماً بالحلم والرزم واستخدام نبرة انفعالية عالية بحيث تتحول الى رؤية موضوعية الى رؤية بالغة الذاتية بالغة الغرابة وفى احيان كثيرة بالغة القبح.

سمات المدرسة التعبيرية

 إشتملت المسرحية التعبيرية على شخصية رئيسية واحدة تعاني أزمة روحية أو ذهنية أو نفسية ، على أن تري البيئة والناس في المسرحية من خلال نظرة تلك الشخصية الرئيسية إليها.على أن تكون متفرسة يترجمها مؤلف المسرحية ويعبر عنها بوسائل المسرحية الرمزية.

- تتألف المسرحية التعبيرية عادة من عدد كبير من المشاهد والمناظر.

- المشهد الأول غالباً ما يكون من مشاهد الحياة ، وذلك لتيسيرالدخول الى الموضوع تهدف إلى تصوير دخيلة النفس وتجسم تجارب العقل الباطن ، فليس المهم تصوير المظاهر الخارجية المحتملة الوقوع

- شخصيات الرواية التعبيرية نماذج ، لا أفراد عائدين ومن ثمة يسمون بأسماء رمزية أو ندعوهم : الرجل أو المرأه أو الشاعر أو الشرطى .... الخ

 اللغة مقتضبة يكثر فيها حذف أواخر الجمل .. وهي لغه سريعه تلغرافية ...ويفضل أن تكون لغة دارجة تبتعد عن اللغة الرسمية التي لايستعملها الناس في تفكيرهم الخاص

- التمثيل يكون فيها سريعاً، خيالياً ، متنوع المناظر مصحوب بالموسيقى والأصوات الرمزية ، حافل بالحيل المسرحية كالأقنعة والملابس الغريبة والإضاءة التي تثير الخيال



ومن أمثلة المسرح التعبيرى

" مسرحية القرد كثيف الشعر"

من اسس المسرحية التعبيرية وجود شخصية رئيسية تعانى من ازمة روحية او ذهنية او نفسية , فى مسرحية القرد كثيف الشعر تحققت تلك النقط من خلال شخصية يانك تلك الشخصية الممزقة بين حيوانيتها و أنسانيتها فرغم انه انسان وقد اقر انه هو "الاساس لسير هذه السفينه......وان شغله و شغل العمال امثاله هو الذى يسير المركب" , فعندما قابل ميلدرد ونظرات الرعب فى عينيها بسبب منظر يانك مما نتج عنه انهم شبههوه بالغوريلا , فذلك التشبيه قد تغلغل داخل ذاته مما جعله يشكك فى انسانيته ففى نهاية المسرحية عندما قابل الغوريلا الحقيقة لم يفرق بينه و بين الغوريلا ولكنه كان اقتنع انه هو غوريلا ايضاً فقال للغوريلا " اذن انت الذى رأتك هى حين نظرت الى , رأت فى صورتك" بين علاقتها المتوترة بالعالم وعلاقتها بموقعه من السفينة بين إيمانه وشكه بين عنفه وضعفه فهو عنيف مندفع فى قراراته ولكنه عندما يقع فى مشكله ينهزم امام ضعفه ولا يقوى الرد مثلما حدث عندما قابل ميلدرد فرغم انها اهانته بنظراتها الا انه قد تجمد حينها ولم ينطق بكلمة. وبين تلك التناقضات يتمزق ويسقط في النهاية

- المسرحية التعبيرية عادة ما تتألف من عدد كبير من المشاهد و الناظر فتألفت مسرحية القرد كثيف الشعر من ثمانية مشاهد

- فى المسرحية التعبيرية عادة ما يكون من مشاهد الحياة, والمشهد الاول فى مسرحية القرد كثيف الشعر كان مشهداً فى عنابر الوقادين ليظهر حياة الوقادين و شكل العنبر و ليظهر مشكلتهم و معاناتهم

- كما احتوت المسرحية على شخصيات وهى اكثرها نماذج لا شخصيات مثل شخصية ميلدرد التى تمثل الطبقه الارسترقراطية العليا ممثلة حياة الترف و التصنع الذى يستمتعون بها كما انها تريد المساهمه ولكنها تعجز عن ذلك, وشخصية بادى الذى هو نموذج للشخصية السكيرة التى تواجه مشاكلها بالسكر والابتعاد عن الواقع , وشخصية العمة التى تمثل الطبقة الارستقراطية المتصنعه و المتفاخرهوغيرهم من الشخصيات

- اللغه فى المسرحية التعبيرية تلغرافية مقتضبة فاعتمدت المسرحية فى اغلب الجمل على جمل قصيرة ومتداخله منها اصوات العمال المتداخله " اسكر واتفكر " " سد فمك " " الذنب ذنبهم. ذنب لطبقة الرأسمالية" " هات واحد منهم هنا فى عنبر الافران وانظر ما يحدث له؟ يحملونه من هنا على نقالة. " " انا قاعدة القواعد. واساس الاسس ولاشئ بعدى. انا النهاية وانا البداية. انما احرك شيئاً فيتحرك العالم







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاجزاء الكيفية للتراجيديا

المكونات الكيفية للتراجيديا ربما كان من الغريب التعمق فى جوانب ومكونات التراجيديا الى الحد الذى يجعل المشاهد او الدارس يتمكن من التعمق فى كي...