الأربعاء، 13 يوليو 2022

النحت الرومانى


النحت الروماني

مشهد كناية من عهد أغسطس

انتقل فن الخزف إلى النحت عن طريق الصلصال المحروق-من نقوش بارزة، وتماثيل صغيرة، ولعب، ومحاكاة للفاكهة والعنب والسمك-حتى وصل آخر الأمر إلى تماثيل بالحجم الطبيعي. وقد وجد الكثير من هذه في خرائب بومباي. وكانت قواصر الهياكل وطنفها تزينها نقوش تمثل سعف النخل ومثقفات وميازيب في صورة رؤوس حيوانات ونقوش بارزة. وكان اليونان يسخرون من هذه الحليات، وقد أصبحت في عهد الإمبراطورية من الطرز العتيقة، ولم يكن أغسطس ممن يحبون أن تزين القصور بالطين محروقاً كان أو غير محروق.

ولعل ذوقه الأتيكي هو الذي سما بفني النقش والنحت حتى بلغا من الروعة في روما منزلة تضارع ما بلغته أحسن النقوش والتماثيل في البلاد التي امتدت إليها الحضارة اليونانية؛ فقد ظل الفنانون في روما جيلاً ينحتون الفساقي، وشواهد القبور، والعقود، والمذابح نحتاً تبدو فيه رقة الشعور، ودقة العمل، وروعة الشكل، وهدوؤه، كما يبدو فيه قدر من التشكيل ومراعاة المنظور يرفع النقوش الرومانية إلى مستوى الآيات الفنية العالمية

    

مقطع و تفاصيل من عمود ماكوس اورليوس روما 177 : 180 م مع مناظر من الحروب المركومانية  

     

أما النحت فيقال إن مجلس الشيوخ احتفل بعودة أغسطس إلى روما في عام 13 ق. م بعد أن أعاد السلام إلى أسبانيا  في ميدان المريخ. وقد أمر بإقامة مذبح السلم الاغسطية وهذا المذبح أفخم ما بقي من أعمال النحت في روما

ولعل فكرته مأخوذه عن طنف البارثنون المنقوش على مرتفع وحوله اسوار من المرمر

 ولعل فكرته مأخوذة عن طنف البارثنون على مرتفع قليل وأسوارها من المرمر المنقوش. وكل ما بقي من هذاالعمل هو  الام وبين ذراعيها طفلان والى جانبها ينمو الحب والزهر

   وعلى بروز آخر نقش موكبان يتحركان في اتجاهين متضادين ليلتقيا أمام مذبح آلهة السلام. وفي هذه المجموعات صور هادئة وقورة لعلها صور أغسطس وليفيا والأسرة الإمبراطورية بالاضافة الى عدد من النبلاء والكهنة والعذارى والأطفال  ومن الجميل ان صورالأطفال واقعية جذابة تشد النظر بحيائها وطهرها. ومن بينها طفل رضيع يحبو كأنه لا يجد لذة في هذا الاحتفال، وآخر وهو ولد يفخر بما بلغه من العمر، وطفلة صغيرة بيدها طاقة زهر وأخرى تؤنبها أمها وكان الأطفال لهم شأن متزايد في الفن الإيطالي  أما فن النحت الروماني فلم يرقى في يوم من الأيام إلى ما وصل إليه وقتئذ من قدرة على التصوير وتنظيم الأضواء والظلال  في الدقة والإتقان. .

وليس ثمة نقوش رومانية تضاهى هذه النقوش غير النقوش المنحوتة على الأقواس التي كانت تقام عند دخول القادة المنتصرين

وأجمل ما بقي من هذه الأقواس قوس تيتس الذي بدأه فسبازيان وأتمه دومتيان لتخليد ذكرى فتح بيت المقدس، ويمثل أحد هذه النقوش المدينة المحترقة، وأسوارها المهدمة، وأهلها الذين تملكهم الرعب، وثرواتها التي نهبتها الجنود الرومانية.

ويوجد نقش آخر يمثل تيتس يسير إلى روما في مركبته بين الجنود والحيوانات  والحكام والكهنة ويتعبهم الأسرى ومن ورائه ثرييات الهيكل المقدسة وقد كان الفنانون الذين حفروا هذه الرسوم اكثر براعة  فقد حفروا صوراً تختلف باختلاف المستويات، ووزعوها على سطوح متفاوتة الارتفاع، ونحتوا خلفية الصورة بحيث تمثل العمق، ولونوا الصورة كلها لتحمل إلى الرائي درجات مختلفة من البعد فوق ما تحمل من معانٍ اخرى. وهذه الأعمال التي تمثلها الصورة لاتظهر كأنها حوادث متفرقة بل تبدو كحدث واحد كما  في  بلاد النهرين ومصر

وكما يبدو على أعمدة الإمبراطورين تراجان وأورليوس  فقد استطاعت النحوت الفنية أن تمثل الحركة والحياة على خير وجه وقد قدم الفن الأتيكي ثأثيره على صور "مذبح السلام" اليوناني  فأظهر إن أناسه أناس واقعيون من لحم ودم  

ولولا قناعة الرومان بهذه النزعة المتأصلة في نفوسهم وهذه الواقعية التى تميز بها فن النحت الومانى لما أضافوا إلا القليل لعالم الفن. وقد حدث في عام 90 ق. م أن جاء الى روما رجل يوناني من أهل إيطاليا الجنوبية يدعى بستليز  وأقام فيها ستين عاماً كاملة، أخرج فيها تحفاً فنية من الفضة والعاج والذهب، وجاء إليها بالمرايا الفضية، وأخرج نسخاً متعددة من روائع الفن اليوناني، وكتب خمسة مجلدات عن تاريخ الفن. كذلك قدم يوناني آخر يدعى أرسسلوس لقيصر روما ونحت أبولونيوس الأثيني تمثال الترسو بلفدير في الفاتيكان تمثال  فكرته من الغلو، فليس فيه عضلات  ولعل نحته في روما نفسها. وقد ظلت مناحت الفنانين وقتاً ما تعمل جاهدة في إعطاء الآلهة الإيطالية صوراً يونانية    ولا أحد يعرف متى صنع تمثال أبلو بلفدير ولا متى صنع، ولعله صورة رومانية لتمثال أصيل نحته ليوكارس

 وجميع هذه التماثيل من الطراز اليونانى كتمثال برسيوس واندرمدا محفوظة فى متحف الكبتول وقد جمع بينها طراز عام فى النقش بطريقة تلفت النظر وتسترعى الانتباه ، حيث يغلب عليها استخدام البرونز والرخام وذلك بداية من عهد بومباى الى عهد قسطنطين 

  ولكن النزعة الواقعية التسكانية القديمة ومغميات الموتى والتي لم تكن تغيب قط عن أعين المثالين، قد جعلت الرومان  يظهروا في تماثيلهم سمات الصحة والقوة  

وقد أوصى الكثيرون منهم بتماثيلهم للميادين والأماكن العامة، وبلغت هذه التماثيل الموصى بها من الكثرة حد خيل معه في وقت من الأوقات أن الذين يملكون روما من الموتى أكثر ممن يملكونها من الأحياء  وقد بلغ من حرص بعض الكبراء فأقاموا لأنفسهم تماثيل قبل وفاتهم ودفعت الغيرة كثير من اباطرة روما إلى رفض هذا التعجل في التخليد حتى تتسع روما للأحياء من أبنائها.

النحت البارز :

بلغ فن النحت البارز  احسن درجاته فى العصر الرومانى , واستخدمت هذة النقوش فى وخرفة المشيدات المدنية التى تمجد الرومان كأقواس النصر والاعمدة التذكارية ومن امثلة ذلك ما وجد على قوس الامبراطور تيتوس حيث سجل الفنان صورة الجنود الرومان حاملين الغنائم من المعبد اليهودى ويظهر بينهم الشمعدان ذى الافرع السبعة الخاص ببنى اسرائيل.

نحت بارز وجد على قوس نصر الامبراطور تيتوس حوالى 81 م

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السيكودراما

 السيكودراما هى شكل من اشكال العلاج النفسى الذى يستخدم الدراما النفسية أو التمثيل كأداه نفسية للتاثيرعلى المشاعر وتوجيهها وترويضها على اختلا...