الثلاثاء، 12 يوليو 2022

العمارة فى الفن الرومانى

 

العمارة فى الفن الرومانى

عبد الرومان الهة الاغريق واطلقوا عليها اسماء رومانية واقاموا لهم المعابد 

الا أن الشعب الرومانى  لم يكن متدين من الدرجة الاولى لذلك لم يكثروا من بناء المعابد , بل كانت العمارات المدنية هى اساس حضارتهم .

وكان معظم كبار المهندسين المعماريين رومانيين وليسوا يونان، وقد كتب أحد هؤلاء المهندسين واسمه ماركس فتروقيوس بليو كتاباً في العمارة هو من اهم الكتب العالمية القديمة في هذا الفن (حوالي 27 ق. م) 

وكان مهندساً حربياً يعمل لدى إمرة قيصر في أفريقية ومهندساً معمارياً في عهد أكتافيان ولكنه اعتزل العمل الرسمي في شيخوخته ووضع أصول أعظم الفنون الرومانية وأسماها منزلة. حيث يقول عن نفسه "إن الطبيعة لم تهبني طول القامة، ولم تبق السنون على شيء من جمال وجهي، وسلبني المرض قوة جسمي؛ ولهذا أرجو أن أكسب رضاء الناس بعلمي وبكتابي" 

وكذلك فأن  فتروفيوس رأى ان الفلسفة من مستلزمات المهندس المعماري فهي تحسن أغراضه كما يحسن العلم وسائله وأدواته  حيث تسمو بمداركه وتجعله رقيق الاحساس ولا يجوز أن يتم عمل صالح من غير إيمان قوي ويدين طاهرتين . وقد وصف مواد البناء، والأعمدة، وأجزاءها، ومختلف أنماط المباني في روما ، وأضاف إلى الكتاب بحوثاً في الآلات، والساعات المائية، ومقاييس السرعة ، ومجاري مياه الشرب المسقوفة، وتخطيط المدن والصحة العامة. وقد أشار فتروفيوس باستعمال النظام الإشعاعي في تخطيط المدن وهو النظام الذي خططت عليه المدينة الإسكندرية

القديمة وواشنجتن الحديثة)  بدل النظام المربع الذي ثبت قواعده هبودامس .

وأشار فتروفيس باستعمال النظام الإشعاعي ولكن الرومان ظلوا يخططون مدنهم باستخدام النظام المربع ومما يؤثر عنه أنه حذّر إيطاليا من أن الماء الذي تشربه في كثير أجزائها يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، وقال إن التسمم قد ينتج من الاشتغال بالرصاص، وفسر الصوت بأنه حركة اهتزازية في الهواء، وكتب أول بحث باق حتى الآن في علاقة هندسة البناء بالأصوات. وقد كان لكتابه الذي كشف من جديد في عصر النهضة أعمق الأثر في ليوناردودافنشي، وبلاديو و مايكل انجلو .

ويقول فترفيوس إن الرومان يبنون بالخشب والجبس الناعم والمسلح والحجر والرخام. وكان الآجر هو المادة الشائعة التى استخدمت  في بناء الجدران والعقود والأقواس وكانوا يستعملون الجبس لتغطية البلاط 

حيث الآجر يصنع من الرمل، والجير، وتراب الرخام، والماء، ويصقل صقلاً جيداً ويوضع طبقات بعضها فوق بعض، يصل سمكها في بعض الأحيان إلى ثلاث بوصات. ومن أجل هذا استطاع ذلك الآجر أن يحتفظ بشكله تسعة عشر قرناً كما نشاهد ذلك في الكلوسيوم أما المسلح فلم تبلغ أمة من الأمم إلى وقتنا هذا ما بلغه الرومان في صنعه واستخدامه، فقد كانوا يأخذون الرماد البركاني الكثير بقرب نابولي، ويخلطونه بالجير والماء، ويضعون فيه قطعاً من الآجر، والفخار، والرخام، والحجارة، ويخرجون منها منذ القرن الثاني قبل الميلاد ملاطاً صلب يصبونه في أحواض مصنوعة من ألواح خشبية. وبفضله استطاعوا أن يغطوا مسافات كبيرة بدون أعمد وعمل القباب الصلبة الخالية من الأكتاف الجانبية التي تحمل السقف المقوس. وقمم الحمّامات الكبرى. واستخدمت الحجارة في تشييد معظم الهيكل وبيوت الكبراء

 وكان من أنواعها نوع نصف شفاف يستخرج من كبدوكية ينفذ الضوء من خلاله، حتى أن هيكلاً بنى به كان ينال كفايته من ضوء النهار وجميع نوافذه مغلقة . وبدأت رغبة الرومان في استخدام الرخام على أثر فتح بلاد اليونان، وقد أشبعوا هذه الرغبة باستيراد العمد أولاً، ثم باستيراد الرخام، ثم باستخراجه من محاجر كرارا القريبة من لونا .  وكان استخدام الرخام قبل أيام أغسطس مقصوراً على الأعمدة والألواح المستوية، ثم استخدم في عهده لتغطية الآجر والمسلح  ولذلك قيل إنه ترك روما مدينة من الرخام وكان الرمان يميلون إلى أن يجمعوا في البناء الواحد بين حجر مصل الأعبل الأحمر والرمادي، وحجر عوبية البصلي ذي اللون الأخضر، ورخام نوميديا الأسود والأصفر، وبين رخامهم الأبيض المستخرج من محاجر كرارا وأحجار البازلت، والمرمر، والحجر السماقي؛ ولم تبلغ مواد البناء في عصر من العصور ما بلغته في روما من تعدد في الأنواع والألوان .

وقد أضافت روما إلى الطرز الدورية، والأيونية، والكورنثية الأنماط التسكانية والأنماط المركبة من خليط من جميع ماسبق أو من بعضه 

وكثيراً ما كانت العمد تقام من حجر واحد بدل أن تكون من حجارة مثقوبة يرتكز بعضها فوق بعض.واتخذت لها شكلاً جديداً أما العمد والتيجان الكورنثية فقد بلغت في تطورها حداً من الجمال والرقة لم تبلغه نظائرها اليونانية وإن كان الإفراط في التجميل والتنميق قد أفسد هذا الطراز من العمد في العصور المتأخرة. ومثال على ذلك الإفراط في رسم الأزهار فوق التلافيف الأيونية لصنع التيجان المركبة من طرز مختلفة كما نشاهد ذلك في قوس تيتس. وكانت التلافيف تنتهي أحياناً بأشكال حيوانية أو آدمية توحى بأنها ميازيب على صورة حيوانات أو أناس 

وكان الرومان يخلطون بين طرز مختلفة في البناء الواحد الى حد بلغ الاسراف كما نرى ذلك في ملهى مارسلس؛ وعلى العكس من ذلك فقد بلغ بهم الشح في بعض الأحيان حداً جعلهم يتركون العمد الجانبية ملتصقة بجسم الهيكل نفسه كما نرى في البيت المربع ,

 وظل الرومان يضيفون العمد إلى مبانيهم ويزينونها بها وظلت هذه العادة قائمة إلى العصر الحاضر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السيكودراما

 السيكودراما هى شكل من اشكال العلاج النفسى الذى يستخدم الدراما النفسية أو التمثيل كأداه نفسية للتاثيرعلى المشاعر وتوجيهها وترويضها على اختلا...