المسرح فى المغرب
بين القرن 18 و19
سادت سمة الركود على المسرح بعد ظهور الفتوح الإسلامية
وكان اندثار المسرح في المغرب نتيجة تعارضه مع الثقافة والمعتقدات الإسلامية خاصة بالنسبة لموضوعاته المتثله فى التوسل للآلهة الرومانية ولتعارضه مع الأخلاقيات الإسلامية.
ورغم ذلك استمرت التعبيرات المسرحية في التواجد في المغرب من خلال أشكال مختلفة منها الشعبية وما
قبل مسرحية (حسب المفهوم المعاصر للمسرح). هذه الفرجة المسرحية الشعبية ارتبطت
بروافد ثقافية عربية وأمازيغية وأندلسية وإفريقية وكان قاسمها المشترك هو طابعها
الشفهي وإدماجها للجمهور المتلقي في الفرجة المسرحية.
المسرح المعاصر
أول مسرح بشكله المعاصر كان مسرح
ثيربانتيس في طنجة سنة 1913. وكانت كل العروض المسرحية المقدمة في المغرب مؤداة من قبل فرق مسرحية أجنبية إسبانية
ومصرية وفرنسية كما كان للفرق المشرقية (سلامة حجازي، محمد عز الدين، نجيب الريحاني، فاطمة رشدي، يوسف
وهبي، مصطفى النجار) تأثير كبير على الجمهور المغربي وساهمت في تحفيز ظهور أولى
الفرق والممثلين المسرحيين المغاربة. كانت أولى العروض والفرق ذات اتجاهات تهذيبية
وسلفية تغلب على عروضها النزعة القومية والتاريخية.
انطلق المسرح المكتوب بشكله المعاصر فى بداية القرن العشرين تأثراً بالفرق المسرحية الاوروبية والعربية التى ظهرت فى طنجه بالغرب والفت اولى عروضها عام 1912
وكانت اولى الفرق المسرحية المغربية الجوق الفاسي (1925) والتي قدمت أولى المسرحيات المغربية كتابة سنة 1928، تبعتها فرق أخرى في مراكش (1927) وطنجة والرباط (1927) وسلا وتطوان (1930).
ومن أهم الكتابات المسرحية المغربية في تلك الفترة مسرحية المنصور الذهبي من كتابة ابن الشيخ من فرقة الجوق الفاسي سنة 1929.
في 1949 تأسست فرقة مسرحية تابعة لإذاعة " راديو ماروك " وفرقة " مسرح الشعب " وفي 1950 تأسست في مراكش فرقة " الكوكب المراكشي "، ثم الوفاء المراكشي في 1956.
كما تألقت " فرقة التمثيل المفربي" وشاركت فى أهم مهرجان مسرحي وقتذاك وهو مهرجان مسرح الأمم بباريس ومنها خرج اهم رواد المسرح المغربي في القرن العشرين وهماالطيب
الصديقي وأحمد الطيب لعلج والعربي الدغمي والعربي يعقوبي وفاطمة الركراكي وغيرهم.
وفي النصف الثاني من فترة الحماية سادت الموضوعات الوطنية والكفاح ضد المستعمرعلى الكتابة المسرحية المغربية حيث شارك في هذه الحركة سياسيون وفقهاء مغاربة كعبد الخالق الطريس (مسرحية انتصار الحق على الباطل 1933) وعلال الفاسي وعبد الله الجيراري (تحت راية العلم والجهاد 1928).
يمكن اعتبار الطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج أهم رائدين في التأسيس لكتابة مسرحية حديثة مغربية مستقلة حيث اعتمدا كلاهما على التراث الغزير للأشكال ما قبل المسرحية والأجناس الموسيقية المغربية كالملحون مثلا.
وقد أسس
الطيب الصديقي جيل ومدرسة مسرحية مغربية بمنظورها الفني الخاص ومتعارضة أحيانا مع
المدرسة الكلاسيكية المؤسساتية. من التجارب المسرحية المهمة كذلك مدرسة المسرح
العجائبي، ومن روادها عبد اللطيف الدشراوي ونبيل لحلو، والتي يعرفها الناقد
المسرحي حسن المنيعي: "كتقنية مسرحية متفجرة ولا مستساغة من لدن أصحاب
الأخلاق المهذبة والسلوك المثالي."
من الأسماء المهمة في المسرح المغربي عبد الكريم برشيد الذي أسس لمدرسة الاحتفالية
المغربية، والذي اهتم بتحرير المسرح العربى من القوالب الغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق