أولها : موقف المشتغلين بالمسرح والمتربحين والتجار القدامى والجدد
حيث وجدوا في مسرح الدولة منافسا خطیرا، ومنهم إسماعیل يس
واتخذ تجار المسرح موقفا معاديا من المسرح التقدمي الجاد واتهمو ه بالیسارية ، كثير من التهم
مثل تهمة إنفاق المال العام على أعمال غیر جماهیرية
وتقديم مسرحیات عالمیة.
وقد وقفت الدولة ابتداء من أواسط الستینیات موقف المتشكك في المسرحیات التي كانت تقدمها مؤسسة
المسرح. وفي منتصف الستینیات شددت الحكومة قبضتها على المسرح والمسرحیات
وسار جدل واسع حول
أهذه النشاطات خدمة تقدم للناس، أم سلعة؟ إنها إن كانت خدمة، فقد وجب الامتناع عن الخوض في
حدیث الأرباح والخسائر ، وإن كانت سلعة فمن الواجب أن ترفع الدولة یدها عن الدعم المالي للمسرح
وفنونه وتترك المسرحیات لقانون العرض والطلب
وفي عام 1962 أعلن التلیفزيون العربي إنشاء فرق مسرحیة و أخذت هذه الفرق تزاید على الفرق
المسرحیة الأخري وتخطف فنانیها وتبالغ في دفع الأجور وفي ظل المنافسة بین مسارح وزارة
الثقافة ومسارح التلیفزيون خسر الفن المسرحي كثیرا، حیث ضاع الانضباط الذي كانت تحرص علیه
فرق المؤسسة، وأخذ فنانوها یهملون حضور جلسات التدريب لانشغالهم في أعمال التلیفزيون المسرحیة
وأصبح النشاط المسرحي سوقا تجاريا
ثانيا : التغیر الثقافي الفني المسرحي (المسرح والاتجاه الاشتراكي)
فى الفترة من 1961 وحتى 1967 حدث التغییر الفعلى السیاسی والاجتماعی والاقتصادى
لارتباطها بصدور قوانین یولیو الاشتراكیة التى اثرت في الحیاة الاجتماعیة change Culturalكما ظهر مايعرف بالتغير الثقافى فكان المسرحيين حين ذاك مطالبين بدراسة
Change Social الأوضاع الجدیدة التى طرأت على البناء
الاجتماعي والنظم والعادات ، ولعل هذا الارتباط الوثیق بین التغیر الثقافي والتغیر الاجتماعي، قد تولد
من خلال مفهوم علماء الاجتماع الذي يقضي بأنه " لكل مجتمع ثقافة، ولهذا كانت دراسة الثقافة دراسة
للمجتمع بالتبعية ؛ بل لقد تطور هذا المفهوم حتى وصل إلى حد دمج المصطلحین حيث يتم الاشارة الى التغيير بأنه التغیر الاجتماعي والثقافي
وخلال السنوات من 1961 - 1967 حفلت بالعدید من الأحداث السیاسیة والاجتماعیة
والاقتصادية المهمة، كانت دلیلا على مدى التغیر الاجتماعي الثقافي الذي شهدته مصر في تلك
الفترة، ولقد تمثلت هذه الأحداث في
1- قیام الثورة الاجتماعیة لإعادة توزيع الثروة الوطنیة لصدور القوانین الاشتراكیة في یولیو1961
2ـ إقرار المیثاق الوطني في یونیو 1962 بهدف تحقیق مجتمع اشتراكي
3ـ تعبئة الجهود الشعبیة لمساندة الجهود الحكومیة من أجل توفیر الخدمات
4ـ هزيمة یونیو 1967
ثالثا : دور المسرح ( فى اعقاب ) بعد الثورة :
1- كان المسرح كمنبر توعیة اجتماعیة وتم اعتباره أحد أجهزة التعبیر التي ساهمت مع الثورة فى النضال
الوطني، وكان لهذا الجهاز دور فعال في تدعیم فكرة التحالف والدفاع عن النظام
الذي يسعى إلى التغییر، ذلك أن التوظیف الجيد للمسرح يسهم بشده فى التغییر الاجتماعي
وهكذا لعب مسرح الستینیات دور ا كبیر ا في انجاح الثورة
2- كان للثورة رغبة أساسیة في وجود تثقیف جماهیرى
وقد وجدت الثورة ضالتها في المسرح، خاصة وأن الحرية الاجتماعیة التى نادت بها الثورة كانت ضرورية لتلبية احتياجات الشعب ولقد تمثلت هذه الحرية الاجتماعیة الشاملة في الاشتراكیة Socialism
وهى نظرية أو سیاسة تستهدف تحقیق ملكیة المجتمع لكل لوسائل الإنتاج (رأس المال، الأرض، الثورة)
ويتولى المجتمع إدارتها من أجل تحقيق المصلحة العامة.
كما اتجهت الى عزل كبار ملاك الأرض والرأسمالیین عن السلطة السیاسیة ولذلد فقد ظهر مسرح الستینیات كمنبر توعیة اجتماعیة كما ازدهرت في فترة الستینیات بحرية النشر والترجمة
وصدر العدد الأول من مجلة المسرح كأول
مجلة مسرحیة متخصصة في 1964 ،ثم سلسلة " المسرحیة" وسلسلة "مسرحیات عربیة " وسلسلة
روائع المسرحیات العالمیة"، فضلا عن اهتمام المطابع حكومیة وغیر حكومیة بطبع ونشر العدید من
الكتب والمجلات التي تعنى بالثقافة، و نشر الدراسات والأعمال النقدية، وانتشرت نوادي المسرح التي
تعنى بمتابعة كل جدید . ولا شك أن كل هذه الإنجازات التي أمكن حصرها، إنما تمثل دعائم التغیر الثقافي
في فترة الستینیات (1961 – 1967
رابعاً : أثر التلفزيون على الفن المسرحى :
ورغم كل ما قیل عن دور التليفزيون فى التعثر الذى أصاب الحرية المسرحیة سواء لغیاب النظام
عند تأسیسها، أو لهبوط مستوى عروضها فكرياً وفنیاُ، الا إنه حقق كثير من المكاسب الثانوية للمسرح والمسرحيين:
ـ أتاحت فرصة ممارسة الفن أمام مئات من الفنانین الموهوبین والدارسین تخرجوا في معهد الفنون
المسرحیة، ولم يجدوا أمامهم سبیلا إلى مسرح الدولة أو الفرق الأهلیة
ـ أتاحت الفرصة أمام تلمیع نجوم المسرح" وتوسیع شعبیتهم في مسرحیات متعاقبة كالتلیفزيون
ـ أتاحت الفرصة أمام عشرات من المؤلفین الجدد والمترجمين والمخرجین و النقاد لمزيد من العمل والانتاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق