كان مجرد «نصوص أدبیة» في قالب مسرحى و هنا تكمن مشكلة المسرح السوري الجاد قبل الستینیات
فهو فى الأساس نص مسرحى مقروء، ولم يكن مسرح مُمثل، وبقى هذا هو حال المسرح السوري حتى الستینیات
حین أخذت تظهر بوادر نهضة مسرحیة جاءت على ید
كل من : رفیق الصبان وشريف خزندار، اللذین كانا قد عادا إلى سوريا من فرنسا بعد أن تدربا على أیدي
فنانین في الخارج، فأخذا يقدمان نماذج من المسرح العالمي، محاولین وضع أسس ثقافة مسرحیة تضمن اقبال جماهيرى ، وقد اسس دكتور رفيق الصبان فرقة مسرحية باسم ندوة الفكر والفن ثم أسست الدولة فرقة المسرح القومي عام 1959 وانضم اليها مخرجون عائدون من مصر بعد ان درسو فى المعهد العالى بالقاهرة مماساهم فى نهضة الحركة المسرحية السورية
و من كتاب المسرح السوري الجدیرون بالاهتمام: مصطفى الحلاج الذي كتب عدة مسرحیات هي: القتل والندم ومسرحیة الغضب ومسرحیة الدراويش یبحثون عن الحقیقة. والمسرحیة الأولى تتحدث
عن نضال الشعب في سبیل الحرية، وفي مسرحیة «الغضب» يصور الحلاج نضال الجزائر وفظائع
التعذیب الذي كان یوقعه المستعمرون الفرنسیون بالمناضلین الجزائريین.
ومن كتاب المسرح السوري ايضاً ممدوح عدوان الذى قدم " محاكمة الرجل الذى لم يحارب " و " كيف تركت السيف "
و«لیل العبید» وهاملت يستیقظ متأخرا. ثم ظهر كاتب مسرحي شدید الأهمیة وهو "سعد الله
ونوس" الذي كتب عام 1967 مسرحیة حفلة سمر من أجل 5 حزيران، فافتتح بهذه المسرحیة المهمة
عهدا جدیدا في المسرح السوري، وكان قد كتب قبل هذه المسرحیة مسرحیات قصیرة هي: الجراد »
و«المقهى الزجاجي» و«الفیل يا ملك الزمان
هذا وقد حاول بعض المسرحیین إعطاء مفهوم مختلف للمسرح السیاسي كما فعل "ونوس" ولكن ونوس قد تمیز كممارس و مبدع مسرحي فقد سخر ونوس المسرح كقناة توصیلیة تعكس الواقع بمستوى جمالي، حيث تعتبر نكسة 67 تحول تاريخیا في حیاته، حيث أصیب بسببها بصدمة نفسیة استوحی منها مسرحیته الشهیرة (حفلة سمر من أجل 5 حزيران) من خلالها تصدى لأسباب الهزيمة وكیفیة مواجهتها، وكان له السبق في تحويل الجمهور من متفرج إلى مشارك حيث جعل بعض الممثلين يتواجدون بين الجمهور ويصعدون الى خشبة المسرح فى الوقت المناسب ، وكان البطل (الشخصية الرئيسية ) عنده هو الانسان الفرد بصراعاته ومعاناته
كما جعل بناء المسرحیات يعتمد على المونولوجات الطويلة التي تقترب من شكل الرواية، كما توجه الى شكل المسرحیة المرتجلة وسعى إلى كسر الإیهام، ومز ج الممثل بالمتفرج في حدث مسرحي واحد. ثم جاءت من بعد ذلك مسرحیة «سهرة مع أبي خلیل القباني» وفیها أيضا سعى الكاتب إلى عرض الظروف السیاسیة والاجتماعیة التي ولد فیها مسرح القباني . وقد استلهم ونوس من الواقع العربى المعاصر السلطة الواقعیة وهي سلطة الاستبداد والقمع التي استدعاها فى اعماله الملحميه والتى كانت وما تزال تنتشر في كل الأوطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق